دعوات الاصطفاف الوطني .. هل تكون نقطة الانطلاق لإسقاط انقلاب عصابة الحوثي واستعادة الدولة اليمنية؟!
المنتصف نت/
في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها اليمن، ومع استمرار انقلاب عصابة الحوثي ومحاولاتها تمزيق النسيج الوطني وتجريف الهوية اليمنية، برزت دعوات متزايدة من القوى الوطنية والسياسية للتوحّد ونبذ الخلافات، باعتبار الاصطفاف الوطني هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد واستعادة الدولة.
ومن بين هذه الدعوات دعوة السفير أحمد علي عبدالله صالح، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، لتحقيق الاصطفاف الوطني وتوحيد الجيش تحت راية وطنية واحدة، والتي لاقت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
“المنتصف نت” سلط الضوء على هذه الدعوات عبر استطلاع آراء سياسيين وناشطين لمعرفة رؤيتهم حول أهمية الاصطفاف الوطني وسبل تحقيقه، وخرج بالحصيلة التالية.
تجاوز خلافات الماضي
وفي هذا السياق أكد القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، محمد الصبري، أن التقارب بين القوى الوطنية في اليمن يأتي في ظرف معقد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مشددًا على ضرورة تجاوز خلافات الماضي والعمل بوحدة صف وثقة متبادلة لمواجهة العدو المشترك لليمنيين جميعًا، والمتمثل في مليشيات الحوثي.
وأشار الصبري إلى أن “إنقاذ اليمن لن يتحقق إلا بتوحد أبناء الوطن وقواه الوطنية تحت راية الولاء لله ثم للوطن”، داعيًا الجميع إلى الابتعاد عن اجترار الماضي والاتجاه نحو بناء مستقبل مشترك، مؤكدًا أن مليشيات الحوثي ألحقت الضرر بكل القوى السياسية وجميع أبناء الشعب اليمني، وأن التخلص منها يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف.
واعتبر الصبري أن المرحلة الراهنة تتطلب رؤية جديدة ترتكز على لمّ الشمل وتوجيه الطاقات نحو مواجهة التهديد الأكبر الذي يهدد مستقبل اليمن وشعبه، داعيًا الجميع إلى تجاوز الخلافات والعمل معًا لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.
رؤية وطنية واضحة
من جانبه أكد رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في جمهورية روسيا الدكتور محي الدين الخالدي، أن دعوة السفير أحمد علي عبدالله صالح لتحقيق الاصطفاف الوطني وتوحيد الصف الجمهوري تعكس رؤية وطنية واضحة قائمة على التسامي فوق الجراح وتوحيد الجهود لمواجهة مشروع الإمامة.
وأشار الخالدي إلى أن “تحقيق الاصطفاف الوطني تحت راية واحدة هو السبيل الوحيد لتسريع القضاء على مشروع الإمامة، الذي عاد في ثوب الجمهورية”. وأضاف أن “جيش الجمهورية يجب أن يكون موحد العقيدة والولاء للوطن، لأن تعدد الولاءات يؤخر المعركة الوطنية الكبرى للنصر على هذا المشروع البائد”.
وشدد الخالدي على أن المرحلة الراهنة تتطلب اصطفافًا وطنيًا عاجلًا كضرورة ملحّة لاستعادة الدولة والحفاظ على الهوية الجمهورية، مشيرًا إلى أن نجاح هذا الاصطفاف يعتمد على بناء جيش وطني موحد العقيدة والولاء، بعيدًا عن الانقسامات والولاءات الضيقة.
ضرورة لإنقاذ اليمن
أكد الناشط الإعلامي والمجتمعي محمد العزي أهمية دعوات الاصطفاف الوطني وتقارب القوى السياسية لمواجهة مليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل ضرورة ملحّة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن.
وقال العزي إن الاصطفاف الوطني يعكس إدراكًا عميقًا لخطورة التهديد الذي تشكله المليشيا على أمن واستقرار البلاد، ويهدف إلى توحيد الجهود الوطنية لمواجهة هذا التحدي المشترك.
وأوضح العزي أن الاصطفاف الوطني يحقق أهدافًا حيوية، منها تعزيز الشفافية وبناء الثقة بين القوى الوطنية، وتوحيد الجهود العسكرية والسياسية، ورفع الروح المعنوية للمجتمع، إلى جانب تقويض مشروع المليشيا الذي يسعى لتمزيق البلاد.
وأضاف أن الاصطفاف يعزز الموقف التفاوضي للقوى الوطنية ويضع أرضية صلبة للحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف.
وشدد العزي على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإنجاح الاصطفاف الوطني، تشمل:
الاعتراف بالأخطاء السابقة وفتح صفحة جديدة بين القوى الوطنية بالإضافة إلى وضع برنامج عمل مشترك يحدد أهداف المرحلة المقبلة وتوقِّع عليه جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية مع التزام الجميع بمبادئ وأهداف الاصطفاف الوطني ومنع أي طرف من الخروج عنها.