يا صابرينُ، ذُكِرْتِ عنْدي
فنَسيتُ ما قَبْلي وبَعْدي
ونسيتُ “مأربَ”، واتّجَهْتُ
إليكِ أَحْمِلُ غَصْنَ وَرْدِ
لكِنّني لَم أمْضِ إلّا خُطوتيْنِ
ودارَ قَصْدي
أحْسَسْتُ أنّكِ صِحْتِ: كيف
تَرَكْتَني في الحَرْبِ وَحْدي؟
يا صابرينُ، ذُكِرْتِ عنْدي
فنَسيتُ ما قَبْلي وبَعْدي
ونسيتُ “مأربَ”، واتّجَهْتُ
إليكِ أَحْمِلُ غَصْنَ وَرْدِ
لكِنّني لَم أمْضِ إلّا خُطوتيْنِ
ودارَ قَصْدي
أحْسَسْتُ أنّكِ صِحْتِ: كيف
تَرَكْتَني في الحَرْبِ وَحْدي؟
ورَجَعتُ “مأربَ” ذائدًا
عنْها، وتَلْبِيةً لوَجْدي
وعَجِبتُ منكِ تُقاتلينَ معي
العَدُوَّ، وأنتِ ضِدِّي
وعَجِبتُ أنّي لَم أجِدْكِ
وكم دَعَوتُ ولَم تَرُدِّي
أنا عُدتُ “مأربَ” كي أراكِ
وتُبْصري رَجُلَ التَّحَدي
ولكي تكُوني “مأرِبًا” أُخْرى
لأحْمِيَها وأفْدي
وأُزَلْزِلَ الفُرْسَ الغُزاةَ
إذا هَزَزْتِ أَجَلّ نَهْدِ
ويكُونَ فيكِ القائدُ الأعلى
وفيَّ أشَدُّ جُنْدي
ولكي أراكِ تُقاتلينَ بجانبي
أسبابَ فَقْدي
ولكي أُقاتلَ عنكِ إنْ
هَجَمَ العَدُوُّ بكُلِّ حَدِّ
ولكي أبُوسَكِ في الهُجُومِ
وكي أبُوسَكِ في التَّصَدي
ولكي أُرِيْكَ بَسالتي
في الذَّوْدِ عِن شَرَفي ومَجْدي
“صنعاءُ” عائدَةٌ إليكِ
ثِقي بمَقدرتي ووَعْدي
أمّا أنا فإليكِ قد أفنيتُ
طاقاتي وجُهْدي
يا صابرينُ، تَعِبتُ أَحْلمُ
ليَتَها الأحلامُ تُجْدي
وتَعِبتُ في طُرُقِ اشتياقاتي
إليكِ ولا تُؤدي
وتَعِبتُ أَحْلِفُ أنّ في عَيْنَيْكِ
مِيلادي وخُلْدي
هلْ سوفَ أهْلَكُ قَبْلَ أنْ
تَضَعي نُجُومَكِ فوقَ خَدِّي
وتَهُزَّكِ الدُّنيا عليّ
قصيدَتَيْ نَهْدِ وقَدِّ
أو قَبْلَ أنْ تَتَساقَطي
قُبَلًا عليَّ بغيرِ عَدِّ
وسَنابلًا خُضْرًا على
جُرْدي، وأُغْنِيةً لسَعْدي
هل سوفَ أهْلَكُ قَبْلَ أنْ
تَغْفي على كَتِفي وزَنْدي
أنا إنْ قُتِلْتُ فعنْكِ أنتِ
ومَوطِني، وأَبي وجَدِّي
وإذا انْتَصَرتُ فليسَ لي نَصَرٌ
ولستِ معي، وعِنْدي