منبر حر لكل اليمنيين

نادية الهمداني بين ظلم المجتمع وزيف المنظمات النسوية

د. عادل الشجاع

44

لا أعلم ما الذي اقترفته هذه المرأة الحرة لتستحق كل هذا الظلم، فلا حظ لها من النوم ولا راحة بال ولم يعد لديها حيلة ولا قوة، استنجدت برجولة المشايخ اعتقادا منها أنهم كبار كما تنظر إليهم وينظر المجتمع إليهم، واستنجدت بالقضاة اعتقادا منها أنه مازال هناك قاض من أهل الجنة، واستنجدت بالمنظمات النسوية اعتقادا منها أن النسويات في بلادها يناضلن من أجل المضطهدات والمسحوقات، لكنها اكتشفت أن هؤلاء النسويات لا هم لهن سوى التنعم بخيرات المتاجرة بقضايا المرأة .

في الوقت الذي تواجه نادية الهمداني أصنافا متعددة من التمييز وحرمانها من حقها الذي فرضه الله من السماء السابعة، نجد النسويات مشغولات بملاحقة من يقف إلى جانب قضايا المرأة كجزء من المجتمع وليس مفصولة عنه، فلو أن هؤلاء النسويات قضينا واحد بالمائة من الوقت والسفر ودفع المال المشبوه للمحامين لملاحقة الذين يفضحون المتاجرات بقضايا المرأة، أقول لو استخدم واحد بالمائة من كل ذلك في دعم نادية الهمداني، لكانت الآن تنام مستقرة ولا ينهشها القهر أو وجع الظلم .

ستبقى نادية الهمداني منتظرة دعم من مازال فيه نخوة من رجولة أو شرف المسؤولية وللمنظمات النسوية التي كل همها أن تتشارك المرأة الحياة مع أبيها وأخيها وزوجها ولا تنتظر تلك المنظمات التي تستبدل شراكة الأب والأخ والزوج بشراكة المدير والزميل في العمل، هذه دعوة لكل إنسان حر يرفض الظلم ويمتلك القدرة في نفسه للانتصار لهذه المرأة الحرة.

تعليقات