منبر حر لكل اليمنيين

2 ديسمبر دروس في رحاب الثورة

عبدالكريم المدي

62

في 2 ديسمبر من العام 2017 فاق العالم على حدث مهم في اليمن ، تصدرت صوره وأخباره الشاشات وعناوين الأخبار ” صنعاء تثور” ، ” اليمنيون يطردون الحوثيين ” .
لقد خرج الناس إلى شوارع العاصمة التاريخية ” صنعاء ” والمحافظات الخاضعة لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا بالسلاح والخبراء.
تكلل خروج تلك الجموع بالسيطرة على معظم عواصم المحافظات بما فيها العاصمة وكان الرئيس علي عبدالله صالح هو المُلهِم الأول لهبّة الناس الغاضبين الذين ضاقوا ذرعا بممارسات الحوثي وتدميره الممنهج لمؤسسات الدولة وانتهاك دستور البلد وقوانينه وأعراف المجتمع وثوابته.
مثّل ” صالح ” مصدر قوة وعنفوان من خلال خطاباته ومكانته في نفوس المواطنين الذين يثقون به ويعرفونه جيدا طوال أربعة عقود ، سواء كان على رأس السلطة أو خارجها.
وبمجرد سماع الناس لدعوته ألهب فيهم جذوة الحرية وحماس الغيارى مدفوعين برغبة التخلص من جماعة تحرس الجهل وتكرس العبودية وتمارس العنصرية بطريقة همجية وثقافة استعلائية إستكبارية.
قال لهم ” صالح ” : هبّوا هبّة رجل واحد من أجل ثورتكم وحريتكم ووحدتكم وأمنكم ومنجزات الثورة وعدم الرضوخ للإمامة الجديدة التي يقودها عبدالملك الحوثي
ووصاهم بالعصيان المدني وعدم الرضوخ لعناصر الحوثي.
نجحت صيحة الناس المدوية ، لكنها ما انفكت بتحول دراماتيكي
بعد فترة قصيرة لعدة أسباب محلية وخارجية ، لكن الأمر الذي يجب التركيز عليه أو التوقف عنده اليوم هو أن ثورة 2ديسمبر غيرت المشهد وأوجدت أرضية مختلفة لنضال اليمنيين وكفاحهم .
وتأسيسا على ذلك نتج عن تلك الملحمة الوطنية أنها حفّزت الفعل الثوري في وجدان الشعب وأوصلت قضيته للعالم ، كما نشأت على إثرها قوة ورافعة عسكرية كبيرة تطوي الأرض طيا في معاركها مع مليشيات الحوثي ( ألوية حراس الجمهورية ) ألوية الجيش الضارب الذي يفخر منتسبوه بأنه وليد ثورة الثاني من ديسمبر وحفيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، ويفخرون أيضا ، كما يفخر أنصارهم بأنهم اليد الطولى إلى جانب الرافعة السياسية المتمثلة بالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة المؤسس الصلب العميد الركن طارق صالح الذي أستطاع وبدعم وإخلاص رفاقه من تحقيق نجاحات مذهله على كافة الأصعدة سياسيا وعسكريا وتنمويا واجتماعيا وأمنيا متكئا على إرادته وتجربته وإيمانه بالقضية التي يتقاسمها مع منتسبي المقاومة بشقيها السياسي والعسكري ، اضف إلى ذلك ، وهو أمر مهم بل ونقطة الارتكاز ، التفاف الناس من كافة القوى الوطنية حوله ومناصرته معززا بتأييد إقليمي واسع.
وها هي اليوم المقاومة الوطنية الفتية تحتفي بالذكرى السابعة لثورة الثاني من ديسمبر واستشهاد الرئيس صالح ورفيقه الزوكا اللذين مثلا منارة إشعاع ومشروع لشرائح عريضة من اليمنيين تأسست على مبادئه ومضامينه ” المقاومة ” التي أصبحت رقما صعبا في المعادلة اليمنية.
الرحمة لروح الزعيم والأمين وكل الشهداء الذين ساروا على دربهما.
كل عام وأحرار اليمن وحرائرها بخير .

تعليقات