الصحفي عبدالرزاق الضبيبي جار عليه الزمن وجارت عليه الشرعية، يعاني من تدهور في عينيه، ولم يستطع دخول المستشفى في المملكة العربية السعودية بسبب عدم امتلاكه لتأشيرة متعددة الدخول، على الرغم من أن السعودية هي قائدة التحالف في اليمن ومن أبسط مسؤلياتها فتح المستشفيات لليمنيين للعلاج، إضافة إلى أنها قائدة الدول الإسلامية والإسلام يحتم عليها رعاية المسلمين، فلو كان عبد الرزاق في بلاد الكفر كما يسمونها لتلقى الرعاية الصحية بكل سهولة .
ما يهمني هنا، أن عبدالرزاق شرح وضعه لوزير الإعلام الذي بدوره وجه له مذكرة لرئيس الوزراء لطلب الحصول على إقامة لكي تمكنه من الدخول إلى المستشفى، طبعا وزير الإعلام كان يستطيع مخاطبة الجهات السعودية مباشرة والحصول على الإقامة خلال نصف ساعة، لكنه يتلذذ بآلام الآخرين، فحرر له مذكرة إلى رئيس الحكومة، هو يعرف بأن صاحبها لا يمكن له أن يصل إلى رئيس الحكومة، لأن هذه الحكومة ليس لها مقر ثابت .
حاول عبدالرزاق أن يستنجد بالكثيرين، لكن أيا منهم لم يرد عليه، فقط الدكتور أحمد عبيد بن دغر بتواضعه المتعارف عليه، رد عليه وقال له أنه يأسف لعدم قدرته على مساعدته لأن طلب الإقامة من صلاحيات مكتب الرئاسة، فهل يعقل بأن الدكتور أحمد لا يستطيع أن يتحدث إلى مكتب الرئاسة ويحل مشكلة صحفي يرقد منفردا بآلامه وإحساسه العميق بالغبن والتهميش؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف نتوقع منه أن ينتصر للأحزاب والقوى السياسية التي يرأس تكتلها؟!.
أجزم أن معمر يستطيع فعل ذلك وبن دغر كذلك، وآخرون يستطيعون فعل ذلك، خاصة وأن السعودية بين الحين والآخر تمنح إقامة لأشخاص تحت مسمى صحفيين وهم لا علاقة لهم بالصحافة، مادفعني للكتابة عن الضبيبي هو إحساسي بأولئك الذين يقفون على حافة الألم واليأس يأملون أن يجدوا في مجتمعهم من يخفف عنهم ويعزز قوتهم ولا يجدون سوى الخذلان .