أحسبه أحد قلائل خاضوا معترك الحياة طولا وعرضا حتى فاض الاناء متنقلا من تجربة إلى أخرى ..تخضه هذه فينتقل إلى غيرها ويخوض غمارها بكل الحماس والرغبة والتحدي .
اكتفي بلمحة عابرة مما عرفته في تجارب ومعتركات الأمير عبدالله او بالأحرى الأديب والقاص والسياسي والتعاوني والنقابي والبرلماني وقبل ذلك وبعده وأهم منه الصديق المتصوف عبدالله احمد أمير .
تعود معرفتي به إلى العام ٧٩ من القرن المنصرم حينها كان الأمير يشغل منصب مدير عام الإعلام والثقافة في م /اب وكنت ملاحقا ثم سجينا بأمر المحافظ يحيى مصلح مهدي على ذمة مقالتين نشرتا في صحيفة الجمهورية وقف الأمير مدافعا عني وعن حرية الراي يشاركه في ذلك نخبة من المسئولين المحترمين وبمقدمهم الاستاذ الصديق أحمد المقدم أطال الله في عمره
مذ ذاك توثقت علاقتي بالأستاذ الأمير وتشاركنا في المؤتمر الاول لنقابة الصحفيين عهد في الامير حيويته ودماثة خلقه وكان نشاط الرجل في قيادة المركز الثقافي مذهلا بكل المقاييس سيما في تنظيم وتسيير القوافل الثقافية الى مديريات المحافظة. ولم يكن يبخل على خياره الحزبي ضمن قيادة منظمة حزب البعث ق العراق بجزء كبير من مردود ذلك النشاط سواء من حيث نشر افكار وتوجهات البعث أو الدفاع عن سياساته أو استقطاب النشطاء إلى صفوفه.. غادر الأمير بعدها إلى صنعاء فكان عطائه سخيا ودوره بارزا لكنما وعلى حين غرة تبدلت الأحوال وتغير مجرى السيل فذهب الأمير نحو تعز.
ويومها كان عليه أن يختبر قدرته على النجاة من ملاحقة محمد خميس وحميد الصاحب.. يومها وللجدران اذان وفي الازقة عيون والامير شارد و زيارته في احد سراديب الجحملية أو في السرداب الآخر الذي يعد محل سكن أسرته على مقربة من عيادة الدكتور الضراسي مستحيلة ولكنها ممكنة بالنسبة لي تتخللها احترازات شاقة اقول يومها كانت الحياة على بؤس عسسها أفضل حالا بالقياس لما بلغناه .
بيد أن مرحلة سياسية جديدة طرأت في حياة اليمنيين فعاد الأمير مجددا ولكن من بوابة العمل التعاوني اذ تمكن من احراز ثقة ناخبيه الذين جعلوه على راس هيئة التعاون الاهلي لناحية المسراخ .
وفي منعطف آخر ينتقل الفقيد إلى حقل جديد من افياء العمل الوطني ويحوز ثقة ادباء محافظة تعز رئيسا لفرع الاتحاد غير أن همته لا حدود لها اذ ما لبث أن استمال المؤتمر الشعبي الحاكم فحصد ثقة ابنآء دائرته الانتخابية المسراخ في ممثلا عنهم في مجلس النواب .
تعثر حظه في الموسم الانتخابي التالي فعين وكيلا لمحافظة تعز وتمكن المعتاشون على الدسائس من إفساد علاقته بالأستاذ شوقي احمد هائل محافظ المحافظة الأمر الذي عكر صفو الأمير خاصة مع ما كان يكن لبيت هايل وشوقي من احترام وتقدير .
اخذتنا الحرب وطوفان اجتياح الدولة والسطو على مقدراتها وما رافق ذلك من هوان وتبعية وارتهان نحو المنافي واذا بي التقي الأمير صدفة في احد جوامع القاهرة وراح كل منا يجذب أطراف الذكرى ويستجمع ويبدد شمل الذكريات ما كنا عليه من خير وما جحدنا من ممكنات تطور وما اتلفنا من فرص نهوض ..ثم ما نحن عليه من تيه وسفه. وعقدنا العزم على لقاءات قريبة نطرح فيها الأفكار ونتبادل الرؤى و الآمال ونتشاكى الهموم والآلام .
لكن الرياح تقضي بغير مشتهى السفن .
وداعا عبدالله والى الملتقى في مستقر رحمته تعالى ومغفرته وعفوه. انا إلى الله راجعون
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليقات