حدثني صحفيين قبل أيام في مقيل كانوا يعملون في الصحف الحكومية قبل الحرب، إنه في أحد المرات بعثت الدكتورة رؤوفة حسن مقالا إلى إحدى الصحف الحكومية، كان مضمون المقال هجوم عنيف على الرئيس صالح حينها، امتنعت إدارة التحرير ورفضت نشره كونه حادا في مهاجمة الرئيس وهم يحبونه لا يريدون شيء يسيء له، وزعلوا من موقف الدكتورة رؤوفة، كونها حظيت بدعم كبير من الدولة، وعندما حصلت على الامتياز في تعليمها أبعثتها الدولة إلى الخارج لاستكمال تعليمها، وعندما تخلت عنها أسرتها كانت الدولة التي يرأسها صالح المسؤولة عنها وعن حمايتها وحريتها والضامنة لحقوقها.
عرف الرئيس صالح بقصة المقال وأنه تم إيقاف نشره، غضب صالح غصب شديد، وصالح كان يقدر الدكتورة رؤوفة كثيرا، ووجه مباشرة بنشر مقالها فورا دون تردد، وهاجم لماذا لم يتم نشر مقالها، فقالوا له، يا رئيس المقال كان قاسي جدا، فرد صالح بشكل حازم، هذه المؤسسات الصحفية أسست للشعب اليمني رجاله ونساءه، ليست ملك علي صالح أو ملك أحد، هي ملك الشعب، وانا صدري مفتوح لكل اليمنيين في انتقادي وقول كل شيء عني صواب وخطأ، لهم الحرية وهم يستحقونها.
نحن لم نفقد فقط رجل وقائد كان الأقدر والأنجح، إنما فقدنا رجل كان بمثابة أب لكل اليمنيين، رجل مسؤول ويريد أن يربي جيل على قيم الحرية، فعندما كان الجميع يخشى من النقد، كان صالح وحده من يقبل ذلك، لم يؤذي أحد بسبب إنه هاجمه أو انتقده، الكل تحدث وقال عن صالح مدح أو ذم، هجوم أو إسناد، الكل عبر عن شعوره وأفكاره سواء كانت صحيحة أو خاطئة، كان صالح ليس مجرد رئيس إنما كان أب لثلاثين مليون يمني.. نحن اليوم لا نكبي عن فقدانه، إنما نستلهم منه المسؤولة والتضحية وحب الوطن والتضحية من أجله.