منبر حر لكل اليمنيين

“ناعِسَةُ الإِغْواء”

د. عبده منصور المحمودي

6

مُنذُ النّواصي بِطَعْمِ القُبْلَةِ احْتَفَلَتْ؛
فينا فخامَتُها كمْ أعْشَبَتْ قُبَلا
.
إذْ عانَقتْ بَسْمَتِي فيها بشاشَتَها،
وطَرْفُها ــ ناعِسُ الإغواء ــ بِي احْتَفلا
.
نَغُضُّ مِنْ لُغَةِ الأَبْصارِ ما ارْتَبَكَتْ
بهِ المقاماتُ، نُبْقي ما الهَوَى ارْتَجَلا
.
.
أذُوبُ في صَوْتِها لَمّا تُمَوْسِقُهُ
باسْمِي، بإيْحائِها يَجْتاحُني وَجِلا
.
يَفِيضُ مِنْ ساعِدَيْها النَّقْشُ يَغْمُرُني
بَوْحًا لِما الصّمْتُ لَمْ يَرْشَحْ بِهِ غَزَلا
.
.
في كَعْكَةِ القلْبِ دَسَّتْ عِشْقَها، وعلى
كأْسِ المساءاتِ خَطَّتْ حَرْفَها ثَمِلا
.
يُضِيءُ ما طَوَّعَتْهُ لِيْ أَنامِلُها
مِنْ سُكَّرٍ في رُضابٍ لَذّ، وانْذَهَلا
.
وَعَتَّقَتْ ــ في ارْتِشافي سِحْرَ بَسْمَتِها ــ
مِنْ لَذّةِ الكَأْسِ شَوْقًا لاحَ مُشْتَعِلا
.
.
تُصْغِي إلى العشْقِ، تُحْصي كَم بهِ عَزَفتْ
أَوْتارُ قلبي، وكم مِنْ بَوْحِها اشْتَمَلا
.
وكم تفاصيْلُها مِنْ لُطْفِها غَرَسَتْ
أقصى الشَّغافِ، وكمْ نَبْضي لها ابْتَهَلا
.
.
تَمُدُّ خيْطَ بَخُورٍ مِنْ نَدى مَطَرٍ
إذا بهِ الليلُ مِنْ أوْهامِه اغْتَسَلا
.
على اتِّقادي ارْتَقى خيطُ الأَريْجِ إلى
صمْتِيْ؛ فَرَتَّلَ فيهِ عِطْرُها جُمَلا
.
غَمامةً مِنْ رَحيقِ الفجْرِ قد سَكَبَتْ
معراجَها في سمائي؛ فارْتَقيْتُ إلى …
***

تعليقات