نازية «هتلر» ونازية «الحوثي» فارقٌ في القدرات وتساوٍ في الإجرام والسقوط المخزي
يمن المستقبل - متابعات
نازية «هتلر» ونازية «الحوثي» فارقٌ في القدرات وتساوٍ في الإجرام والسقوط المخزي
عبدالكريم المدي
اكتشف الكثير من اليمنيين ولو متأخرا بأن الحوثية لا تُريد منهم فقط، الانحناء أمام إرادتها وحكمهم ولو بالمغالطات والطلاسم، وإنما استعبادهم بكل ما في الكلمة من معنى، إضافة إلى تمرير أجندة ومشاريع خارجية تتعلق بضرب وتفتيت المجتمع وهويته، وبتعبير أدق ضرب العقل والنظام والقانون ووحدة الدين وكل شيء يمثل قيمة لدى الناس،
ومن ذلك ثقتهم بالدولة والقيم والتعليم والثقافة والمعرفة والأخلاق والذات. ولتحقيق ذلك عملت بجهد منقطع النظير وبمختلف الوسائل وأكثرها انتهازية وخساسة على زعزعة الواقع
وهز يقين المجتمع قاطبة ونسف أعمدته الأساسية وهياكله الرسمية والرئيسية كالمؤسسات العسكرية والقضائية واستباحتها من قِبل أتباعها الذين مهدوا لهذا الخراب والحطام منذُ عدة سنوات خلت، مُركّزين على شطب منظومة القيم وتفكيك التراكيب الوطنية وجعل الناس يلعنون شيئا اسمه الوطن والهوية اليمنية/العربية ومفهوم التعدد والتنوع الإيجابي تحت سقف الوطن..
على قاعدة “الدين لله والوطن للجميع”. ولم تكتف بذلك، فحسب بل قامت بضرب الأسرة وفكفكتها حيث عمدت إلى تدمير مفهومها ومقومات بقائها لتأدية دورها وقيمة الانتماء لها وإكساب أبنائها قيم ومبادئ مهمة ينعكس أثرها على المجتمع كله. كما قامت بتدمير الاقتصاد والخدمات وشبكات المصالح العامة والخاصة والعلاقات الاجتماعية وحرمانها- أي الأسرة – من مصادر دخلها محاولة تحويلها إلى أسرة ضائعة، معدمة، جائعة غير قادرة على التماسك وتقديم النموذج المثالي لأفرادها وتحديدا فئات الأطفال والمراهقين والشباب، الذين تكرس في حياتهم العنف والضياع وجعلهما نموذجا سائدا في المجتمع ينبغي على الجميع تقبله كجرعات والاعتراف به كواقع وظاهرة مسلم بها خاصة مع غياب، أو قل نسيان الأنموذج الإيجابي في ظل وجود ضبابية وظلام وظُلم مرعبين.
وأمام هذا النوع من الانحطاط والضعف المجتمعي العام، اعتقد عقل هذه المليشيات ومن يقف وراءه أنما تقوم به هو الإجراء الصحيح الذي يمكنها من تحقيق غاياتها وغايات رعاتها، وأنها كلما ضربت بمعول البطش والخراب أكثر، تقدمت خطوات للأمام ووظفت مخرجات هذا البطش والدمار لصالحها، وفي مقدمة ذلك استقطاب المراهقين والشباب والأطفال سيما مع انعدام مؤسسات الدولة الرسمية وغياب الأصوات والإعلام المستقل وحتى الحزبي المعارض ومعه دور النقابات التي قضت عليها وعلى كل كيان كان قائما قبل أن تأتي مواسم شتاءات قحطها وجفافها البائسة التي جثمت فوق صدور اليمنيين مستهلة مشوارها بتوجيه ضربات شرّ مزدوجة في كل اتجاه ونحو أكثر من هدف استراتيجي مُستعدة بكل الأدوات اللازمة التي من شأنها كسر إيمان المرء بذاته وقدراته وعقيدته وبالآخر وبحقه في الحياة والوجود والاختلاف. ورغم كل ما قامت وتقوم به (الحوثية) فمن الواضح أن أحلامها غير الواقعية والمشروعة قد اصطدمت بإرادة اليمنيين وأخذت بالتلاشي السريع،
وبدأت تتحول إلى لعنات تطاردها في كل جبهة وجهة وموقع، لدرجة أن المقابر الجديدة والقديمة لم تعد تتسع لقتلاها، كما أن المشافي الخاصة والحكومية لم تعد هي الأخرى تكفي لجرحاها. والأهم من ذلك هو أن المجتمع لم يعد يقبل بها أو يمدها بحطب جديد لحروبها العبثية من جلود وعظام أبنائه.. الأمر الذي يعني إحلال مفردة “السقوط” محل مفردة “الصمود” التي صارت غير مغرية أو ذات جدوى في كورنيش وميناء الحديدة ومران وباقم والبقع وحرض والملاجم ودمت وغيرها. وتأسيسا على ذلك نقول بثقة: لقد حصحص الحق اليوم وها هي الحوثية في طريق الزوال والتحول إلى غبار وأثر لقطعان من الطغيان البائد ومرتزقة من القتلة الأوباش الذين مروا من هنا وهناك. حتى الجبهة التي كانت تعتبر حصنها الحصين وعقر دار كاهنها (عبدالملك) صار مهددا، وسقوطه النهائي كسقوط عش النسر النازي في المانيا اصبح مسألة وقت لا أكثر..
فالرجال الرجال سيسقطونه قريبا، إن شاء الله، وسيحترق بأوراق وأفكار ملازم شقيقه الصريع التي ملأها بسموم ومفاهيم نازية/ خمينية. توضيح: النازية الألمانية كانت تقدس هتلر والصفاء العرقي الآري كله.. بينما النازية الحوثية تقدس عبدالملك والخميني والصفاء العرقي الحسيني الكربلائي. المهم نستطيع القول إن التاريخ يُعلمنا الكثير من الدروس النافعة والمفيدة حول هذه العاهات والأمراض التي غالبا ما تُبتلى بها المجتمعات البشرية، ومثلما يصف لنا أمراضها ومراحل تطورها ومآسيها، فإنه في المقابل يقول لنا كيف كانت نهايتها المخزية والمدوية، وهنا نُقرّ بأننا حينما نقرأ صفحات التاريخ المتعلقة بمثل هكذا عاهات مرضية نجد أن كثيرا منها منطبقة تماما على عاهة ومرض أصابنا في اليمن اسمه (مليشيات الحوثي) التي تمضي اليوم إلى نهايتها الحتمية بسرعة كبيرة تصحبها لعنات ثلاثين مليون يمنيا.
ملاحظة أخيرة: مع احترامنا الكامل للفارق الكبير في الإمكانيات والعقليات والقدرات بين نازيي هتلر الذين واجهوا العالم كله بقدرات ذاتية وصناعات أسطورية.. والحوثية التي واجهت اليمنيين ونكّلت بهم بسلاحهم ومالهم اللذين سرقتهما وما جاءها من إيران وحزب الله موظّفة كل أنواع الكذب والدجل والتضليل والشعارات السخيفة.