في صنعاء هناك هيئة طويلة عريضة للعلوم والبحوث والتكنولوجيا والابتكار. لم تفلح في كل مما سبق .. لذا لجأت إلى محاولات اكتشاف مواهبها في إحياء المناسبات الطائفية ” يوم الشهيد ، يوم الغدير ، يوم الصرخة ” لتسجل بكل سهولة براءة اختراع عملية معملية بأننا أتعس وأفرغ شعب في هذا العالم المهووس بالتطور والتطوير والإبداع .
الموهبة الحقيقية في نظر الميليشيا هي كل شخص يحمل السلاح ويمتنع عن استخدام عقله أو التصرف كدمي وإنما دمية يصرح بأعلى صوت” نحن معك يا سيدي ومولاي.. سندمرهم سنسحقهم ونسحوق البلاد ونسوق قوافل الشهداء. ويقول آخر إنه يعشق الشهادة أكثر من بنت عمه وشهادة ثالث ثانوي ومستعد يضحي بأخواله كلهم ويتحدى كل أخواله أن يرفضوا تضحياته بموتهم إرضاء لزعيم الميليشيا”!.
وهكذا من هذه النوعية قد تجد أن أعقل شخص هذه الأيام يتحدث عن آخر نكتة كأنها حقيقة ومفاجئة حيرت العلماء . على سبيل المثال إن الجمعيات الحقوقية الأوروبية ترشح “جماعة أنصار الله ” لنيل الجائزة الدولية للسلام لعام ٢٠٢٤م !.
رغم أن الكلام لا يصدقه أحد بالطبع فإن الحوثي وحده يعتقد أنه يستحق جائزة الكافر نوبل إذ يستوفي عديد المعايير المطلوبة ويمتلك رصيدا ضخما من سوء السمعة يفوق سابقته توكل كرمان كما أنه ليس أقل شأنا منها في القول والفعل والنوايا الخبيثة وتنفيذ الاجندات التدميرية في اليمن.
ربما يظن أن فوزه مضمون باعتباره وصل خلال سنة إلى المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري والفرط صوتي بينما توكل ربحت نوبل من أول إعلان تصعيد لم يحصل وبدعوة لزحف الصدور العارية في نطاق شارع الدائري لا أبعد !.
أيضا مقارنة بخرجات سنة من تظاهرات أيام الجمعة فإن لدى الحوثي خبرة سبع سنوات احتجاجات ورفع شعارات تنافس في وعودها قبل وبعد التجربة إعلانات “حفاضات للأطفال”!
الواقع أن الميليشيا أكثر من وقع قياداتها اتفاقات سلام والتزامات البدء في خارطة سلام دون أن تبدأ ودون أن تنفذ أي بند مما وقع عليه واحتفل به في المحافل والجلسات المغلقة والاجتماعات المفتوحة.
يزعم الحوثي الذي يعرقل حتى صفقة تبادل أسرى أنه لا يقف ضد السلام لليمنيين لكنه حاليا منشغل بمشروع أهم يتمثل في تحقيق السلام للعالم .!
والواقع أن الشعب اليمني سيظل ضحية اكتشافات وابتكارات الحوثي في النهج الطائفي ونشر ثقافة الموت ناهيك عن ممارسته لأقدم وأحدث أساليب التخلف والتجهيل والقمع والإفقار والتجويع .
وقعت شعوب العالم ضحية أفكار الفريد نوبل مخترع الديناميت عام ١٨٧٦م والذي سعى للتكفير عن ذنبه بتخصيص جائزة للسلام منذ العام ١٨٩٥م.
تقول الأمم المتحدة إن الجائزة تعطى سنويا ” لمن بذل جهدا في سبيل نشر الإخاء بين الأمم أو ساهم في تسريح الجيوش أو خفض أعدادها أو أنشأ هيئات أو مؤتمرات تروج للسلام”.
في ٢٠١١م فقدت نوبل مصداقيتها وقيمتها بمنح نصفها لتوكل. والمتوقع أن يتم إلغاؤها تماما في ٢٠٢٥م في حال استمرار الحوثي التوهم بأنه يمكنه أيضا الحصول عليها.