فلتمطرِ الآنَ ما شاءتْ، ولو حممًا
لقد تجاوزتُ وحديْ ما هوَ الأسوأ
لقد تجرّعتُ في هذيْ البلادِ أذىً
فوقَ احتماليَ، حتّى لم أعُدْ أعبَأْ
سأهزمُ الوقتَ مهما الوقتُ كلّفَنيْ
من المتاعبِ بالقدْرِ الذي اسْتَهْزَأْ
هذا فَمِيْ يا بلادَ القَهْرِ، يطربُنيْ
حَتْمًا، ويُدْهِشُ إحساسيْ وإنْ تأتأْ
لِيْ أنْ أحاولَ، هذيْ عادتيْ، فَشَلِيْ
يزيدُ عزميْ وإصراريْ لكيْ أبْدَأ
فخطوةً خطوةً… أجتازُ مرحلةً
نهايةَ البحرِ حَتْمًا يكمنُ المَرْفَأْ
فَلْتفعلِ الآنَ ما تهوى ظروفِيَ،
وَلْيخبّئِ الدهْرُ لِيْ في الغيبِ ما خَبّأْ
إنّيْ تَفَقّهْتُ في الرؤيا، فصرتُ أرى
بِعينِ روحيْ، وعينُ الروحِ لا تُفْقَأْ
وصرتُ أقرأُ ما خلفَ الشعورِ، وما
فوقَ الخيالِ، وقلبيْ بعدُ لَمْ يُقْرَأْ
وصرتُ مُمْتَلئًا باللهِ، مُنشغِلًا
بِهِ، فؤاديْ بغيرِ اللهِ لَمْ يُمْلأْ
فَمَلْجَئيْ هُوَ مِنْ قهْريْ وفلسفتيْ
ومِنْ صراعيْ ومِنْ عقليْ هوَ المَلْجَأْ
فلا أُباليْ بِصحرائيْ وأسئلتيْ
ولا أخافُ مسافاتيْ وإنْ أظمَأْ
ستصرخُ الريحُ في وجهيْ كعادتِها
نعمْ، ولكنْ؛ مصيرُ الرّيْحِ أنْ تهْدَأْ
سأقطعُ الدربَ وحديْ، أو لِيقطعَنيْ
بِحَشْدِهِ، سوفَ يدريْ أيُّنا الأجْرَأْ
لِيْ مَبْدَئيْ في حياتيْ، لَنْ يغيّرَنيْ
أمْرٌ، وهَلْ؛ لا يصونُ الشاعرُ المَبْدَأْ؟!
لو لَمْ يَكُنْ فِيَّ إلّا شمْعةٌ، فبِها
أغزوْ الظلامَ، ولَنْ أدْجَىْ ولنْ تُطْفَأْ
ولا أباليْ بحَشْدِ الليلِ، يسعدُنيْ
جِدًّا بِقَوْلِيْ لَهُ -إنْ حَلَّ- : فَلْتَخْسَأْ