كنا عددا لابأس به من الصحفيين العاملين في مؤسسة الجمهورية ؛ نستلف القات يوميا ؛ على ذمة الانتاج الفكري ؛ من مقوت حبوب في سوق الاشبط اسمه “ياسين” .
الانتاج الفكري هذا كانت المؤسسة تصرفه لنا بانتظام كل شهر ونص
وكان هذا الموعد بالنسبة لياسين ميقات معلوم لتصفية حساب الدين العالق على كل واحد منا وعددنا يقارب 16 صحفي كلهم يخزنون منه لا ظهر الانتاج الفكري.
تأخرت المؤسسة عن صرف الانتاج الفكري لثلاثة اشهر متتالية وياسين يتصابر واحنا محرجين منه.
توفي والده في نفس تلك الفترة ووجدناها فرصة مناسبة لمجاملته
دخلت حينها الى عند الاستاذ المرحوم/ محمد عبد الرحمن المجاهد رئيس مجلس الادارة وطلبت منه باسمي ونيابة عن بقية الصحفيين المتدينين من ياسين ان يكرمنا بنشر نص صفحة تعزية لصديق مقرب وهو ماقصر معانا.
دبجت سطور التعزية تحت عنوان ” صبرا آل ياسين ” انا كان قصدي صبرا على الدين الذي علينا.
وفي ختام سطور التعزية رصيت اسمائنا ال 16 باعتبارنا الاسيفون المحزونون ؛ وميزت نفسي عليهم بعبارة ” الأكثر حزنا ” طمعا بمزيد من الصبر باعتباري المديون الاكبر في القائمة.
ياسين فرح بالتعزية وعلقها في جدار الدكان حقه بشكل واضح على مرمى عيون الزبائن ؛ وتجمل مننا بسبب التعزية ؛ ومنحنا شهر إضافي لمواصلة الدين على ذمة الإنتاج الفكري الذي تأخر حينها على غير عادة؛ لشهرين إضافيين ضاق صبر ياسين منهن وضاق منا ايضا خصوصا بعد ان تجاوزت المديونية العالقة علينا سقف ضماره اليومي الذي يعتاش منه ؛ وماعد الإ شل قلم خط كبير ونقل به ارقام الدين العالق على كل واحد منا ووضعها بشكل واضح جنب كل اسم في صفحة التعزية على النحو التالي ؛ المحزونون:
فلان الفلاني 70 الف ريال
فلان بن علان 75 الف ريال
واما انا فكري قاسم فقد وضع الى جوار اسمي مبلغ المديونية ” 105 الف ريال لأني كنت الاكثر حزنا بكل تأكيد.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليقات