الذين أتوا خلسةً
هرّبوا في الكلام غزلاً صغيرا
ومروا ظلالا
إلى طللٍ في الفواصلِ
كانت منازلهم
حرقةً في التشابيهِ
ريحاً على الرفِّ
أبكوا
بكوا
ثم مالوا
إلى غيبهم
وأناخوا قليلا
وقالوا:
ألا
أين تمضي بأيامنا
يا غزالُ
* * *
والذين ترنح فيهم صباح
أفاقوا على أرقٍ
جالس عند أرجلهم
جففوا نومهم
علقوه على مشهد جانبي
وشدوا الستائر
كيف تراخى المدى
وارتخت في الظلام
شموسٌ مسننةٌ
وذئابٌ
طيوفٌ
سعالي
وماءٌ أجاجٌ
وثَمَّ غزالٌ صغيرٌ
غزالٌ يجوس بأيامهم
رمموا ماءهم
واستطالوا
على حافةٍ من نعاسٍ
وقالوا:
إلى أين تمضي بأيامنا .. يا غزالٌ؟
* * *
والذين يبللهم ندم عالق بين أسمائهم
ساورتهم حروبٌ معلبةٌ
فاستداروا إلى بدئهم
واستعادوا غزلا صغيرا وبحرا
وساروا خفافا إلى يومهم
يشبهون الكنايات
يشتبهون على الطيرِ
لكنهم بلل شاخصٌ
بلل في الطوالعِ
مادت بهم نجمةٌ
فاستمالوا
إلى ندم عالق بين أسمائهم ،
جمرةً
واستقالوا
وأدوا غزلاً
وقالوا:
إذن ، أين تمضي بأيامنا يا غزالٌ
والذين
الذين
الذين
* * *
يا غزالٌ
نحبك
تنزف أيامنا في خطاكَ
ونكبر في طرقاتكَ
نهرم فيكَ
وتبقى غزلاً صغيراً
وتمضي بأيامنا
أين
تمضي
بأيامنا
يا غزال
(8/11/1958 – 2/3/2007م)