كشفت الصين اليوم الثلاثاء النقاب عن طائرات مقاتلة لا يرصدها الرادار في معرض جوي كبير، حيث تسلط الأضواء أيضاً على طائرات من دون طيار، وهي فرصة لعرض قوتها العسكرية المتنامية أمام العملاء والمنافسين المحتملين.
على مدى عدة عقود، كان العملاق الآسيوي يعمل على تعزيز قدراته الدفاعية الجوية، وبخاصة للتعامل مع الوجود العسكري الأميركي في بحر الصين الجنوبي أو حول تايوان.
وأرسلت الصين خلال السنوات الماضية طائرات عسكرية بشكل شبه يومي للقيام بدوريات في جزيرة تايوان التي تطالب بها، احتجاجاً على السياسة “الانفصالية” التي تنتهجها سلطات الجزيرة.
المقاتلة الشبح
ويقام معرض جوهاي الجوي جنوب الصين، بالقرب من ماكاو، كل عامين. ويعد فرصة للصين لعرض أحدث التطورات في مجال الطيران المدني والعسكري.
وتم خلال افتتاح المعرض الثلاثاء عرض الطائرة “جاي-35 أي”، نسخة 2024، وهي الطائرة المقاتلة الشبح الصينية الجديدة التي توصف بأنها “مقاتلة متعددة الأغراض متوسطة الحجم” وتبدو مشابهة في التصميم لطائرة “أف 35” الأميركية، لكن التفاصيل المتوافرة حولها قليلة.
ويظهر مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الرسمية الطائرة وهي ترتفع في الهواء، ويزأر محركها، قبل أن تستدير وتبتعد بسرعة عالية، وسط تصفيق حماسي من المتفرجين.
وبحسب المحللين فإنه في حال تشغيلها، ستصبح الصين الدولة الوحيدة الأخرى المعروفة في العالم التي لديها مقاتلتا شبح في الخدمة بعد الولايات المتحدة.
تتميز طائرات “جاي-35 أي” بأنها أصغر حجماً وأخف وزناً من الطائرة المقاتلة الشبح الصينية “جاي-20” الموجودة بالفعل في الخدمة، وهي تتميز أيضاً بتصميمها المشابه للطائرة “أف-35”.
كذلك قامت عدة طائرات من طراز “جاي-20” بطلعات جوية تجريبية صباح الثلاثاء.
تحسين قدرة الجيش الصيني
وقالت وكالة الأنباء الصينية الجديدة إن توافر هذين النموذجين من الطائرات المقاتلة سيحسن بشكل كبير “قدرة (الجيش الصيني) على تنفيذ عمليات هجومية في بيئات خطيرة للغاية ومتنازع عليها”.
وجرى خلال المعرض أيضاً إنزال الجنود من المروحيات باستخدام الحبال.
وللمرة الأولى، يضم المعرض منطقة مخصصة للطائرات من دون طيار، والتي يتم استخدامها بشكل متزايد في مناطق الحروب حول العالم.
وتعرض أيضاً مسيرة “أس أس” الضخمة والتي يمكنها إطلاق أسراب من الطائرات المسيّرة الأصغر حجماً بسرعة لجمع المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن تنفيذ ضربات، بحسب ما أوردت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.
واشنطن على خط المسيرات
والشهر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن عقوبات تستهدف الشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها والمرتبطة بإنتاج طائرات مسيّرة استخدمتها موسكو في ضرب أوكرانيا.
وتدعو الصين إلى احترام سلامة أراضي كافة الدول، بما في ذلك أوكرانيا، لكنها لم توجه إدانة علنية لروسيا مطلقاً.
عززت موسكو منذ غزوها أوكرانيا علاقاتها العسكرية والدفاعية مع بكين.
ويحضر سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو المعرض، حيث قامت المقاتلة الشبح “سو-57″، الأكثر تقدماً في بلاده، بالتحليق في أجواء جوهاي. و”سو-57″، هي مقاتلة شبح روسية من “الجيل الخامس”، ذات تصميمات رمادية وبيضاء.
صناعة الفضاء
وتركز نسخة المعرض هذا العام بشكل أساس على القطاع العسكري، حيث تتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس القوات الجوية لجمهورية الصين الشعبية.
لكن صناعة الفضاء المزدهرة في الصين ستعرض أيضاً بعضاً من أحدث التطورات حيث يتضمن المعرض نموذج مكوك فضائي صيني الصنع قابل لإعادة الاستخدام، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة.
ويطلق على المكوك اسم “هاولوونغ”، وهو مصمم ليتم إطلاقه بواسطة صاروخ تجاري ومن ثم الالتحام بمحطة الفضاء الصينية “تيانغونغ” (القصر السماوي).
وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة فإن “بإمكان المكوك الدخول مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، والتحليق والهبوط أفقياً” مما يسمح “باستعادته وإعادة استخدامه”.
منذ عدة عقود خصصت الصين موارد هائلة لبرنامجها الفضائي من أجل اللحاق بالقوى الكبرى في هذا القطاع، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا.