منبر حر لكل اليمنيين

سياسات الحوثيين التعسفية تدفع الآلاف من طلاب اليمن للتسرب من التعليم الجامعي

خبر للأنباء/

42

تتعمد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران استهداف مستقبل الأجيال القادمة في اليمن، في محاولة لترسيخ الجهل واستقطاب الشباب ضمن أجنداتها الطائفية في مشهد يزداد قتامة يوم بعد آخر.

وفرضت المليشيا رسوما جامعية خيالية في الجامعات الحكومية الخاضعة لسيطرتها، في سياق هذا التوجه مما أدى إلى عجز العديد من الطلاب عن مواصلة تعليمهم، وخاصة القادمين من المناطق المحررة القريبة من محافظة إب.

طلاب مديرية المخا، الذين كانت جامعة إب الحكومية وجهتهم نحو المستقبل، وجدوا أنفسهم عاجزين عن متابعة مسارهم التعليمي ودراستهم الجامعية خلال السنوات الثلاث الماضية.

شكى العشرات من طلاب من أبناء المخا التابعة اداريا لمحافظة تعز، لمحرر وكالة خبر، بأنهم أصبحوا غير قادرين على تحمل تكاليف الرسوم الجامعية الباهظة ومصاريف السكن والمعيشة في مدينة إب، والتي تضاعفت على نحو غير مسبوق في ظل سيطرة الحوثيين.

ويروي الطالب أحمد عبادي معاناته اليومية التي أجبرته على الانسحاب من الجامعة، قائلاً: “شركات الصرافة التي تنهب ثلثي المبالغ المحولة إلينا بالتواطؤ مع الحوثيين، تجعلنا في عجز دائم”.

وتابع:”عائلتي غير قادرة على تغطية هذه التكاليف بعد أن رفع الحوثيون الرسوم الجامعية إلى خمسة أضعاف رسومها القانونية”.

ويضيف أحمد:”أن عائلته تواجه صعوبة بالغة في توفير احتياجاته الأساسية، مما اضطره للعودة إلى مسقط رأسه وترك دراسته للعام الثالث على التوالي والعمل في احدى المحال التجارية”.

ويرجع اسباب ذلك إلى تدهور العملة المحلية في المناطق المحررة وفرض رسوم قاسية على التحويلات النقدية، مما يعمق من معاناة الأسر، ويجعلها عاجزة عن إرسال الدعم المالي الكافي لأبنائها الطلاب في مناطق سيطرة الحوثيين.

ويرى مراقبون في هذا النهج خطة ممنهجة تتعمد فيها مليشيا الحوثي تقليص فرص التعليم أمام الشباب اليمني، متجاوزة كافة الحدود القانونية والإنسانية.

ويأتي رفع الرسوم الجامعية بشكل مضاعف وغير مسبوق، وفقاً للمراقبين، ضمن استراتيجية الحوثيين لتجهيل الشباب اليمني، بغية سهولة استقطاب الأطفال والنشء وتلقينهم الفكر الخميني بهدف بناء جيش مؤدلج ينفذ أجندات سياسية تخدم مصالح خارجية.

إضافة إلى ذلك، يفرض الحوثيون عبر شركات الصرافة إتاوات تصل إلى ثلثي المبالغ المحولة من الأسر في مناطق الشرعية، مما يمثل نهباً غير مشروعا للأموال وتضييقاً على الأسر اليمنية المنهكة اقتصادياً.

هذه السياسات القمعية تستهدف عصب المجتمع اليمني ومستقبله، إذ تدفع الشباب إلى اليأس وترك التعليم، وتدفع الأسر إلى مزيد من الفقر.

وفي ظل هذه المعطيات، تبدو الآفاق قاتمة أمام الجيل الجديد، الذي أضحى مستقبل الجيل القادم رهينة سياسات طائفية تسعى لتجريف الهوية التعليمية والثقافية لليمن.

تعليقات