تصاعدت الانتهاكات والجرائم التي تطال الأسرى والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، حيث تتعدد الشهادات حول ممارسات تعذيب ممنهجة وقاسية تستهدف المعتقلين، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.
وتحدثت مصادر حقوقية لوكالة خبر، عن مأساة متجددة ارتكبتها مليشيا الحوثي مع الأسير محمد سليمان من محافظة ذمار جراء التعذيب المستمر في سجونها بصنعاء.
وأفادت المصادر ان الأسير محمد سليمان، البالغ من العمر 36 عامًا، وقع في أسر مليشيا الحوثي في منطقة صرواح بمحافظة مأرب عام 2020.
وبحسب المصادر، خضع سليمان لجولات من التعذيب الوحشي المستمر، والذي تسبب له في أضرار جسدية ونفسية خطيرة، حتى أنه فقد الوعي مرات عديدة نتيجة التعذيب المفرط، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوع في أيدي جلادين لا يعرفون للرحمة معنى.
ولفتت المصادر أن الأسير محمد سليمان توفي تاركًا خلفه زوجة وأربعة أطفال، لتبقى ذكراه وشهادته مثالًا مؤلمًا على ما يعانيه الأسرى والمختطفين في السجون الحوثية.
وعقب وفاته، قامت المليشيا بإبلاغ أسرته لاستلام جثته، في حادثة ليست الأولى من نوعها، بل تتكرر مع كثير من الأسرى الذين يلقون حتفهم تحت التعذيب – وفقا للمصادر.
سياسة قمعية ووحشية ممنهجة
وتؤكد مصادر حقوقية أن حالة محمد سليمان ليست استثناءً، بل هي جزء من نمط قمعي ممنهج تتبعه مليشيا الحوثي تجاه المعتقلين لديها، سواء كانوا أسرى حرب أو مختطفين.
وتشمل أساليب التعذيب استخدام الأدوات الحادة، الضرب العنيف، التعليق من الأطراف لفترات طويلة، والصعق الكهربائي، إضافة إلى الحرمان من الرعاية الصحية. كما يتعرض بعض الأسرى أيضًا للتهديد المستمر والابتزاز النفسي، مما يتركهم في حالة دائمة من الرعب واليأس.
نداءات حقوقية للتدخل الدولي
مع تصاعد هذه الانتهاكات، تجددت نداءات المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية للمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للتحرك الفوري من أجل إنقاذ آلاف المعتقلين في سجون مليشيا الحوثي.
ويطالب الناشطون الحقوقيون بضرورة إرسال لجان دولية للتحقيق في أوضاع السجون الخاضعة للمليشيا، والعمل على توثيق الجرائم المرتكبة ضد المعتقلين، تمهيدًا لإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة ودعم الجهود الرامية لإيقاف الانتهاكات.