تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر تدشين المملكة العربية السعودية بناء أكبر ناطحة سحاب في العالم تكلفتها 50 مليار دولار، وهذا شيء يحسب لقيادة المملكة التي تريد التميز عالميا، لكن السؤال، كيف تسعى هذه القيادة إلى تأمين شعبها وترفيهه بكل وسائل الترفيه، في حين تعبث بأمن واستقرار اليمن؟!.
يجد المتتبع لحالة عدم الاستقرار اليمنية من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، أن المملكة العربية السعودية موجودة في مختلف تفاصيل هذه الحالة والملاحظ أن تدخل السعودية في اليمن لم يكن بهدف حل مشكلة أو جمع الأطراف على طاولة المحبة والوئام، وإنما جمعتهم على طاولة الكراهية والبغضاء وتأجيج الخصام والفرقة، ومن يقول غير ذلك، فلينظر إلى نتائج مؤتمر الرياض الأول والثاني والثالث وإلى نتائج الحرب التي جاءت لإسقاط انقلاب الحوثي في صنعاء فأضافت له إنقلاب المجلس الانتقالي في عدن .
لا أدري لماذا يصر النظام السعودي على إطالة أسوأ أزمة إنسانية في العالم والتي جعلت اليمنيين في قاع المجاعة وتصر على دعم المليشيات بدلا من المؤسسة العسكرية، ولماذا يعتقد هؤلاء بأن بناء الجدار العازل بين البلدين سيحمي المملكة من الاختلالات الأمنية، مع أنهم يعلمون علم اليقين، أنه لا تستقر أي دولة وفي جوارها بلد مضطرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا ؟
لسنا بحاجة إلى القول، بأن أي مشروع تجاري يتم مراجعته خلال عامه الأول لمعرفة المكسب والخسارة، فهل يعقل أن يستمر النظام السعودي عشر سنوات في اليمن دون مراجعة المكسب والخسارة في تدخلها، فلماذا يصر هذا النظام على المضي في طريق الخسارة، فقد استنجد بهم رئيس واحد فاستبدلوه بثمانية، وكانت هناك مليشيا واحدة، فأصبحت ست مليشيات وكان الدولار ب200 ريال، فأصبح ب2050, فهل من مصلحة هذا النظام أن يستثمر في المليشيات المسلحة، أم يستثمر في بناء الدولة ومؤسساتها؟.