ليسَ كُلُّ الهوَى على ما تَشاءُ
فمِن الدَّاءِ قد يَكونُ الدَّواءُ
ومِن البُعدِ قد يَكونُ التداني
ومِن القُربِ قَد يَكونُ الجَفاءُ
إيْــهِ يا مَوطِني الحَبِيبَ كَفانِي
أَنني عاشِقٌ لَدَيهِ انتِماءُ
لستُ أرجُوكَ غيرَ أَسمَى حَبيبٍ
فيه يُفدَى الثَّرى وتُفدَى السَّماءُ
إنَّمَا أنْ أَرَاكَ تَزدادُ بُعدًا
لا ورَبِّي .. فذاكَ عندي البَلاءُ
ذاكَ ما لا تُطِيقُهُ قَطُّ نَفسِي
إنْ أطَاقَ احتِمالَهُ الأدعِياءُ
أَجلِدُ الذَّاتَ فِيكَ يا عِشْقَ ذاتي
وحُروفي مِن بَعضِها تَسْتَاءُ
إنَّ بُؤسَ الصِّغارِ/ بُؤسَ الأَيَامَى
في فؤادِي جَهنَّمُ الحَمراءُ
لَسْتُ أَقسُو عليك ، لكنْ على مَن
مِن دِمانا غَداؤهُ والعَشَاءُ
مَن رَمَى الشَّعبَ جائِعًا مُستَباحًا
كي يُرى البَيعُ بِاسمِهِ والشِّراءُ
وسِوَى المَوتِ ما له أيُّ نَهْجٍ
وسِوى الجَهلِ ما له أصدقاءُ
هَمُّهُ دَعمُ حَربِهِ ، ليس إلَّا،
مَن يُعادِيهِ ، أو يُوالِي ، سَواءُ
كُلُّ مَن قالَ (أينَ حَقِّي) عَدوٌّ
فَبَنُو الشّعبِ عِندَهُ أعداءُ
في اغبِرارِ الجَفافِ ألقَى بلادي
وعليها راياتُهُ خَضراءُ !
إيْـهِ يا مَوطِني الحَبِيبَ ، ويا مَن
عَنهُ طال ابتِعادُنا والشَّقاءُ
لَسْتُ إلَّا عَليكَ أَجلِدُ ذاتِي
أَنتَ حُزنِي الكَبيرُ ، والكِبرياءُ
فِيكَ أرضٌ بِها رَضَعنا صِبَانا
والأماني ، وطابَ فيها الغِناءُ
أَنتَ أنتَ انتِماؤُنا حين تَجري
في المَنافي دُمُوعُنا والدِّماءُ
إنْ جَفَونَا.. فقَد جَفَونا عِتابًا
أو بَكَينا .. فَكي نَعودَ .. البُكاءُ
سَوفَ تَمضي العِجافُ مَهما تَمادَتْ
ثمّ يأتي مِن بَعدهِنَّ الرَّخاءُ
قَسَمًا سوفَ يَنْتَهي ما نُعاني
وسيُغنِي عن الرَّحيلِ البَقاءُ
عَدَنٌ مِن جِراحِها سوف تُشفَى
وستُلقِي قيُودَها صَنعاءُ