ما من دولة في العالم إلا وتعتبر العلم الوطني رمزا لسيادتها الوطنية ودليلا على استقلالها ووحدة أراضيها وتعرف الدول بأعلامها الوطنية، وكل دولة لديها مؤسسة عسكرية تبنيها على مجموعة من المبادئ والقيم التي تحكم أداء جيشها في زمن السلم والحرب، بما يحقق الأهداف والمصالح الوطنية .
أحد الخريجين بعث لي برسالة أنقلها كما وردت، يقول فيها، وقفت أثناء تخرج الدفع العسكرية في عدن أتنفس شهقة الموت، شهقة بعد شهقة وعينايا تحدق في وزير الدفاع الذي يحضر هذا الحفل ولم يحرك ساكنا أمام غياب العلم الوطني الذي مازال يرفرف في الأمم المتحدة والجامعة العربية وفي ساريات المنظمات الدولية وحاولت أقيس المسافة بين الجغرافيا التي تركها لنا الأجداد بعدما سقوها بالدماء والصبر وبين الأحفاد الذين فرطوا في هذه الأرض ورفعوا فيها أعلام دول أخرى .
في صنعاء يمنعون الاحتفال ب٢٦ سبتمبر وفي عدن يمنعون رفع العلم، جميعهم حولوا الوطن إلى قبر يولد فيه المرء ويموت دون أن يشعر بالحياة أو يحس بالسعادة، أفرغونا من مقومات الحياة في أبسط معانيها، المأكل والمشرب والصحة والتعليم وصادروا حقنا في حياة حرة وكريمة وانتزعوا منا حقوقنا .
أحرمونا من الكرامة والمساواة والعدالة والتنمية واستحوذوا على الثروة بدلا من توزيعها وأبقونا في مزارع الطاعة والعبودية ونحن نعتقد أننا نناضل من أجل استعادة الوطن، بينما الوطن باعوه لأول القادمين من الخارج بثمن بخس .
لقد أدركت الآن، أننا شعب يتعرض لزراعة المناطقية، ويغتال فيه الأمل بقرار دولي وبرعاية محلية، وهم يدركون أن أي شعب فقد الأمل بالتحرر والتطور والتقدم، هو شعب آيل للاندثار .
وأخيرا، يظل في حلقي سؤال، إلى متى سنظل منكسرين فاقدين لأحلامنا وأمنياتنا، نصارع لقمة البقاء، متجولون على أرصفة الجوع الترابية، ننتظر راتبا من محتل يجلب لنا فرحا وهميا، فمتى سنطلق إرادتنا، لكي يستجيب القدر لتلك الإرادة ؟!.