منبر حر لكل اليمنيين

المنتخب الوطني للناشئين : صانع سعادة الشعب اليمني

فتحي أبو النصر

18

في زمن قست فيه الظروف وأثقلت الأزمات كاهل اليمنيين، أتى المنتخب الوطني اليمني للناشئين كأشعة نور تضيء في سماء الوطن بالغة الحلكة . هذا المنتخب ليس مجرد فريق رياضي؛ بل هو تجسيد لمعاني الوحدة والأمل والقدرة على تحدي المستحيل، فريق استثنائي يضم في صفوفه لاعبين من شمال اليمن وجنوبه، متحدين في حلم مشترك ونضال صادق، يمثلون كل يمني ويمنية، يحققون انتصاراتهم رغم كل ما تمر به اليمن من محن وصعوبات.
حين تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس آسيا تحت 17 سنة بعد تصدره مجموعته في التصفيات، لم تكن الفرحة حكرا على فئة أو منطقة بعينها، بل عمّت أجواء الاحتفالات كل شبر في اليمن. أصبح هذا التأهل إنجازا وطنيا يسكن قلب كل يمني، يحيي الأمل في نفوس الملايين ويثبت أن روح اليمن تتحدى الأزمات وتولد في أحلك الظروف.
بدأ المنتخب الوطني للناشئين مشواره بتحد كبير في تصفيات كأس آسيا، حيث واجه فرقا من دول أخرى تتفوق عليه بالإمكانيات والتجهيزات، لكن عزيمة اللاعبين وإصرارهم على تحقيق النصر كانا القوة الدافعة لهم. بقيادة المدرب القدير سامر فضل، تألق الفريق، مسجلا هدف السبق في مرمى فيتنام عبر اللاعب الموهوب كريم حمدي، ليصنع هذا اللاعب لحظة استثنائية، منحته لقب أفضل لاعب في المباراة. فهكذا كان فريقنا دائما؛ يسجل، يتحدى، ويعطي لكل يمني فخره وعزته.
ما يميز هذا المنتخب، هو تماسكه ومزجه بين لاعبين من مختلف الأندية والمناطق، ما يجعل منه رمزا للوحدة اليمنية. في هذا الفريق، لا فرق بين الشمال والجنوب، الكل يلعب بروح واحدة وقلب واحد، يجسدون قيمة التلاحم والتكاتف التي لطالما ميزت الشعب اليمني، ويعيدون إلينا مفهوم الوطن الواحد، المتعدد الثقافات واللهجات والمتوحد في حلمه وأهدافه.
وبينما تقف اليمن على مفترق طرق، يواصل منتخب الناشئين تقديم عروض مميزة وتحقيق نتائج إيجابية ترفع من الروح المعنوية للمواطنين. هذا المنتخب خرج من واقع مليء بالصعوبات، في ظل توقف الدوري المحلي وتردي أوضاع البنية الرياضية. ومع ذلك، لم تضعف عزيمة هؤلاء الأبطال، بل أظهروا إصرارا وعزيمة عالية أدهشت الجميع. هذا التحدي والإصرار يثبت أن الأمل لا يمكن القضاء عليه، وأن أبناء اليمن قادرون على صنع المستحيل برغم كل الظروف.
لم تكن الانتصارات الرياضية هي الشيء الوحيد الذي يقدمه هذا المنتخب للشعب، بل أصبحت روحه القتالية وأخلاقه الرياضية نموذجا يُحتذى به، يُلهم الأجيال ويعلمهم أن اليمن قادرة على النهوض، وأن روح الوطن تتجسد في أبنائه الأوفياء الذين يحملون رايته أينما حلوا.
تذكيرا توج المنتخب اليمني للناشئين ولأول مرة في تاريخه ببطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين عام ٢٠٢١ أمام السعودية وفي ٢٠٢٣، كررها بعد أن تمكن من التفوق على المنتخب السعودي بركلات الترجيح. شهدت تلك المباراة لحظات تاريخية، حين تمكن اللاعب محمد البرواني من تسجيل الهدف الأول، ورغم معادلة المنتخب السعودي النتيجة في اللحظات الأخيرة، إلا أن منتخبنا الوطني تمكن من الفوز في ركلات الترجيح بفضل براعة الحارس وضاح أنور الذي صد الركلة الأخيرة، ما جعل الجماهير اليمنية تحتفل بهذا الإنجاز الذي أعاد البسمة إلى وجوه الجميع.
كانت هتافات الجالية اليمنية التي توافدت لمساندة المنتخب في تلك المباراة بمثابة أهازيج وطنية، تهز جنبات الملعب، وتدفع اللاعبين لبذل أقصى جهدهم. أولئك الأبطال اثبتوا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي رسالة سلام ومحبة، تجسد وحدة الشعب وتثبت أن الرياضة قادرة على جمع الناس وتوحيد قلوبهم. رغم كل الصعاب.
ففي ظل الأزمات والانقسامات التي تعصف باليمن، أتى هذا المنتخب ليجمع اليمنيين على فرحة واحدة ويعيد لهم الأمل. أصبح كل هدف يسجله المنتخب وكل فوز يحققه نقطة ضوء في الظلام، تجعل كل يمني يفتخر بوطنه، وتذكرهم بأن هناك دائما ما يمكن أن يوحدنا مهما كانت التحديات. هذه الروح الوطنية التي يبثها المنتخب في نفوس الشعب لا تقل أهمية عن الإنجازات الرياضية، بل إنها تعكس رسالة قوية بأن اليمنيين قادرون على تحقيق أحلامهم حين يتحدون.
يشكل منتخب الناشئين بالطبع رمزا حيا للوحدة اليمنية، حيث يمزج بين لاعبين من مختلف المناطق والأندية، لتكون الفرق والألوان نسيجا واحدا يعبر عن كل جزء من هذا اليمن العظيم. وكذلك يحمل هذا المنتخب الوطني في طياته قصة تحد وصمود، يرويها بجهده وكفاحه على أرض الملعب، ويجعل من كل مباراة ملحمة ترفع الروح الوطنية في قلوب اليمنيين، وترسخ فيهم حب اليمن الواحد.
وطوال موسمين برز في المنتخب عصام ردمان نادي شعب صنعاء .. وضاح انور نادي ردفان لحج.. حمزة الصرابي نادي اليرموك صنعاء .. عبد الله الدقين نادي وحدة عدن..احمد مصطفى الحاج نادي الشعلة عدن.. هيثم السلامي نادي شعب صنعاء..علي الحنبصي نادي وحدة صنعاء.. ايمن فاروق نادي ٢٢ مايو صنعاء.. احمد عقلان نادي وحدة عدن.. مروان معياد نادي وحدة صنعاء.. جمال العفارة نادي وحدة صنعاء.. أنور الطويرقي نادي شعب صنعاء.. ياسين باشنفر نادي شباب الجيل الحديدة..
عبد الرحمن مشبق نادي شمسان عدن.. علي الجرهومي نادي العروبة نادي صنعاء.. عبد الرحمن الخضر نادي وحدة عدن.. سعيد العولقي نادي شباب المنصورة عدن.. رفعت سمير نادي الجيل الصاعد أبين.. محمد المنصوري نادي شمسان عدن.. محمد البرواني نادي وحدة عدن.. أسامة الأسد نادي أهلي تعز.. عادل عباس نادي التلال عدن.. وضاح الردفاني نادي التلال عدن..مبروك كامل نادي سلام الغرفة سيئون .. هشام الحصيني نادي اليرموك صنعاء..محمد رائد نادي شمسان عدن..محمد الهندي نادي اتحاد سيئون..عادل عباس نادي التلال عدن.. أحمد الموشكي نادي اليرموك صنعاء..محمد فاضل نادي وحدة عدن .. أيهم عبدربه نادي اهلي صنعاء..زيد الجراش نادي إتحاد إب..غسان برادة نادي الصقر تعز.. أحمد ياسين عبدالرحمن نادي شمسان عدن. عبدالله العاقل نادي خنفر أبين.. عبدالواحد السياغي نادي أهلي صنعاء.. يونس ردمان نادي أهلي تعز.
و
وهكذا ..اختتم منتخب اليمن للناشئين مشواره في التصفيات الآسيوية تحت 17 عاما أمس بصدارة المجموعة التاسعة، ليضمن تأهله إلى نهائيات كأس آسيا بعد تعادله المثير مع نظيره الفيتنامي (1-1). تقدم منتخب اليمن عبر اللاعب الموهوب كريم حمدي في الدقيقة 12، قبل أن يعادل المنتخب الفيتنامي النتيجة في الدقيقة 30. ورغم الحذر الذي اتسم به الشوط الثاني، انتهت المباراة بالتعادل الذي ضمن التأهل للمنتخبين.
وحقق منتخب اليمن صدارة المجموعة بعد فوزين كبيرين على منتخب قيرغيزستان القوي (3-2) وميانمار (6-1)، في حين حلت فيتنام في المركز الثاني.

تعليقات