اليوم تكشف سياسة الحوثيين الإعلامية والتعبوية عن تشابه ملحوظ مع البروباغندا النازية القذرة، حيث يُصرّ الحوثيون على فرض أفكارهم وعقائدهم على جميع الشعب من خلال بروباغندا إعلامية مكثفة.
على غرار النازيين الذين ربطوا شخصية المجرم هتلر بالوطن تحت شعار: شعب واحد، رايخ واحد، وقائد واحد، يحاول الحوثيون اليوم ربط الدين والوطن بشخصية المجرم عبدالملك الحوثي، مستخدمين نفس الوسائل والنهج الذي انتهجه النازيون، فقد فرض النازيون في القرن العشرين سماع خطابات هتلر في جميع الوسائل الإعلامية الحكومية، وفي جميع المدارس، وفي جميع المنشآت الحكومية. ونلاحظ أن نفس السياسة يستخدمها الحوثيون اليوم من خلال فرضهم لخطَب ومحاضرات عبدالملك الحوثي في المساجد، والمدارس، والجامعات، ومؤسسات الدولة، والقطاع الحكومي والخاص أيضاً، مما يؤكد استحواذهم الكامل على المنابر الإعلامية.
استلهم الحوثيون من النازية أيضًا أسلوب التجنيد الإجباري للأطفال، حيث أنشأ هتلر ما يعرف بـ “شباب هتلر” واستهدف بهم الأطفال من عمر ١٠ سنوات إلى ١٧ سنة ليغرس في نفوسهم أفكاراً متطرفة، عنصرية، مسمومة وعدوانية، محولاً إياهم إلى وقود لمشاريعه الإجرامية ضد البشرية، ويتضّح هذا الاستلهام من خلال قيام الحوثيين الإرهابيين بجمع الأطفال والشباب إلى مراكزهم الصيفية الطائفية مستخدمين الترغيب والترهيب لتنفيذ ذلك.
كما روّجت النازية لفكرة “العرق الآري” المتفوق، يروج الحوثيون لفكرة “أهل البيت” واستحقاقهم الحصري للسلطة، وبأن الحكم حق إلهي لهم، مدّعين أن عبدالملك الحوثي هو “المختار” من الأمة لحكم الشعب اليمني وكذلك أبناؤه من بعده، مما يخلق تمييزًا عرقيًا ويسهم في خلق الطبقية بين فئات الشعب اليمني.
وكما استغل هتلر غضب الألمان من “معاهدة فيرساي” لحشد الشباب والزج بهم في الحروب، يواصل الحوثيون استغلال القضية الفلسطينية لتجنيد الناس، وخاصة الأطفال، والشباب، بحجة نصرة فلسطين، وبهدف تقوية صفوفهم وضمان بقاء سطوتهم الأمنية والعسكرية. تستغل الميليشيا مشاعر اليمنيين نحو فلسطين، إذ تدفعهم “الهيئة العامة للثقافة والجهاد” – التي تنتشر في المديريات والمناطق الخاضعة لسيطرتهم – إلى الخروج في مظاهرات، ليتم لاحقًا تجنيد الشباب من المدارس والكليات للقتال في صفوفها ضد اليمنيين.
في أغسطس 2024، صرّح زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بأنهم نجحوا في تجنيد أكثر من 271,285 شاباً تتراوح أعمارهم بين 13 و30 عامًا. هذا الاستغلال يعتمد على استثارة العواطف، والجهل المنتشر، والفقر المستشري، مما يمكّنهم من تجنيد آلاف الأطفال والشباب، خاصة في ظل ضعف صفوفهم وحاجتهم المستمرة لتعزيز قواتهم. ولتحقيق ذلك، تنفق الميليشيا أموالًا طائلة، في وقت تعاني فيه قطاعات التعليم من إهمال شديد.
ختامًا، يمكن القول إن جماعة الحوثي انتهجت النهج النازي في استخدام الدعاية الإعلامية والسيطرة على العقول، وترويج التمييز العرقي، والقمع المنهجي، واستغلال عواطف الشعب لتحقيق أهدافها الأيديولوجية والسياسية.
من هنا، ينبغي على المجتمع الدولي أن يدرك خطر هذه الجماعة وضرورة التحرك الجاد لوقف انتهاكاتها. فالاستمرار في تجاهل هذه السياسات لن يسبب سوى المزيد من الدمار للمنطقة وقد يمتد تأثيره للعالم بأسره.