“لم يكن بني أمية أقل تقوى من معظم أتباع أهل التقوى المعارضين لهم؛ ولكن سلطتهم كانت تقوم على مبدأ القوّة وعلى وحدة المجتمع العربي الحاكم بالعموم وعلى الموقع الخاص للعرب في الشام؛
ولم يكونوا في موقع يؤهلهم لاعتناق برنامج أقلّوي غير قابل للتنفيذ.
وكان عليهم بالضرورة أن يستعملوا الأجهزة الإدارية، والنظام الاقتصادي، والمعايير القانونية، والفنون والتراث العالم للشعوب التي وجدوا أنفسهم وسطها.
كانت قصورهم مزيّنة بالأساليب الهيلينية المعتادة، وكانت الضرائب التي يفرضونها هي بالأساس ذات الضرائب التي فرضتها الحكومات السابقة لهم؛ وإذا كانت سجلاتهم -بعد مدة- قد كتبت بالعربية بدلاً من الإغريقية أو البهلوية، فإنّها كانت على الرغم من ذلك تتبع الطرائق الإغريقية والبهلوية.
ما الذي كان بإمكانهم فعله إضافة إلى ذلك؟
لم يكن لديهم حتى نمط عربي وثني لفعل هذه الأشياء تقليداً له، فضلاً عن أن يكون لديهم نمط إسلامي نقي.
وعلى الرغم من ذلك، فبسبب ابتكاراتهم (في الحكم والتنظيم والإدارة)، تم وسمهم بالفسق وانعدام التقوى من قبل معارضيهم، بل واتُهموا أحياناً بخيانة الإسلام نفسه”
مارشال هودجسون،
مغامرة الإسلام
*من صفحته في فيس بوك.