لا تزال الكياسة غائبة لدى بعض جماعة الإصلاح اليمني وليس الجميع، هذا للأمانة المهنية، وتحديدا الذباب المنتشر في بعض الأقطار العربية؛ والذي أصبح شابك من الكيبل الرئيسي في بندر عباس دون أن يستشعر ذلك، ويعيش حالة التيه والشتات النفسي والجسدي والفكري التي لا تدعم أي شماتة بأحد في اللحظة الراهنة، حاله حال المئات ممن هجرتهم سياسة القمع الحوثي والتطييف، والتغير الديمجرافي؛ النموذج الابشع المأخوذ عن النظام الإيراني، بما فيهم قيادات بارزة من الصف الاول محسوبة على المؤتمر الشعبي.
أيا كان تقرير العربية الذي تم رفعه إلى يوتيوب لأسباب متعلقة بالأرشفة، ليتم حذفه لاحقا في ظرف 48 ساعة، وهو بطبيعة الحال من إنتاج 2015م وسواء كان قديما أم جديدا مقصودا أم عفوي فهو يأتي في سياق الحشد الذي اعتاد عليه خصوم الشهيد صالح محليين ودوليين ممن يسبحون ويسدحون ليل نهار بكل زيف.
التقرير ليس أمرا جديدا وهو يأتي ضمن سلسلة تقارير مفضوحة جبلت عليها كومة من القنوات التي اعتمدت في وصولها للمشاهد العربي على التدليس والمغالطات والتحريض والشحن ابتداء بقناتي سهيل التابعة للشيخ حميد الأحمر ويمن شباب الممولة من قطر عرابة الربيع العربي ومرورا بقناة الجزيرة المرضعة الأم واللواء الحامل راية جثث الموتى في الشارع العربي خلال خمسة عشر عاما والصوت المثقل بفوهات البنادق وانين الثكالى والمشردين والأرامل واللاجئين من ضحايا الفوضى الخلاقة.
يتبع ذلك القنوات المستجدة بلقيس والمهرية، ممن لا تزال تهزمهم روح صالح وخطاباته التي عرتهم وهم في خضم المعترك السياسي مثل القطيع يتاجرون بصور الضحايا الثوار، لا يعرفون من ابجديات النضال الثوري والفعل السياسي سوى شعارات جوفاء من إنتاج المنصة التي تقاتلوا عليها مثل وحوش ضارية ولم يصمدوا شهرا واحداً من أجل التداول السلمي للميكرفون.
قد لا يعجب هذا الحديث شريحة واسعة من الاصدقاء والخصوم وغيرهم وسيعد شق للصف الوطني، لكن هذه هي الحقيقة التي نحاول تجاوزها وكل شيء موثق ولن يُنسى، وأنا هنا لا أدافع عن قناة العربية بتاتاً ولا يشرفني تقديم أي مبرر عنها وهي في نهاية الأمر لديها أجندة وتتبع نظام معين له توجهه مثل غيرها.
أنتج التقرير في ذروة الصراع والحسابات السياسية الدقيقة، أثناء شن التحالف العربي حربا عمياء على اليمن؛ باستدعاء رسمي من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، هذا كل شيء دون تحليل مضمونه (المضروب) بالبلدي.
لكن الغريب هو محاولة عودة الذباب من شرفات غير نظيفة على الأقل في هذا الظرف، والقيام بتأويل وتحليل ما جاء في التقرير وكأنهم اكتشفوا العجلة أو انتصروا على صالح في معركة النفس الاخير، متناسين، أنهم في 2024 وأن صالح استشهد في 2017 وهو يواجه عدو همجي، وان ساحات الربيع العربي أصبحت ذكرى أليمة من الماضي سيئة الصيت والسمعة.