في رأس أمي عشر شعرات بيضاء،
تحسستها،
الأولى كانت تشبه الدروب التي حاربت فيها لأجلنا،
والثانية كانت قصة حبها مع أبي،
والثالثة كانت تشبه صلاتها في الثلث الأخير من الليل،
والرابعة حزنها على أبويها اللذين فارقاها في عام واحد،
أما العاشرة فكانت إشارة بأنها قد بلغت الخمسين عاماً،
إنه لفأل سيء أن تبلغ أمك الخمسين عاماً
وأنت بعد لم ترتوِ من وجهها،
سموها ليلى،
وكانت ليلى في كل شيء،
في حزنها ليلى
في شجنها ليلى،
في بُرجها ليلى،
في حلمها ليلى،
سموها ليلى
فكتبت الشعر،
وقطفت الأغاني
وقاومت الألم
أنا حزين أن تبلغ أمي الخمسين من العمر،
ليتها أن تعود إلى العشرين،
في رونقها الوردي
وفستاتها المزين بالزهور
حيث كانت تجيد الرقص كحمامة،
والتفاؤل كالله،
أما الآن فقد كبرت أمي
اكتشفت هذا للتو،
لم يكن يخطر على بالي أن تكبر
كنت أظنني الوحيد الذي يمضي بي العمر،
وتجاهلتُ أن تفعل أمي كذلك،
الخمسون يا أمي كثيرة،
أرجوك عودي ولو إلى الثلاثين،
احمليني في عنقك
وابتسمي
اقطفي وردة،
وغني لي،
قولي لي أحبكَ
بينما أنظر حولي ولا أدرك معنى الحب،
خمسون عاماً!
هذه مفاجأة سيئة،
لقد ظننت أنك ستظلين واقفة في العمر،
خذي من عمري إليك
ولا تكبري مرة أخرى.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
Prev Post
الرباط.. الدكتوراة للباحث اليمني عبد العظيم جازم مع مرتبة الشرف من كلية الطب جامعة محمد الخامس
Next Post
تعليقات