للإجابة على هذا السؤال، يجب علينا أولا، قراءة خارطة الشرق الأوسط التي تريدها أمريكا والتي بدأت ترجمتها بعد حرب الخليج مباشرة، فبعد ضرب العراق بدأت تتصرف أمريكا على أساس أن النظام العربي قد لقى هزيمته التاريخية والنهائية، خاصة بعد أن ابتعدت الشعوب العربية عن أحلام الوحدة والنهوض .
بعد أن حققت أهدافها، تخلت عن وعودها بشأن القضية الفلسطينية وحولتها إلى سلسلة لا تنتهي من التنازلات المجانية وإفساح المجال للغطرسة الإسرائيلية وإشراك إيران في خلخلة الدول العربية تحت مسمى المقاومة لتحرير فلسطين، فاستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تجبر أطرافا عربية على القبول بانحيازها لإسرائيل والدخول في التطبيع معها لمواجهة إيران .
وبسبب هذا الانقسام داخل النظام العربي، لم تطلب الدول العربية من أمريكا وقف جنون نتنياهو وسفالة إسرائيل، ولا وضع حد لحرب الإبادة التي يخوضها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بل طلبوا منها سرعة التخلص من بؤر المقاومة التي نبتت في أحضان إيران كمليشيات خارج سياق الدولة .
هذا الانقسام داخل الشعوب العربية أغرى أمريكا بالمضي في تصفية القضية الفلسطينية، مما جعلها تعطي الضوء الأخضر لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وتوفير الحماية السياسية والدبلوماسية لنتنياهو، الذي صعد عدوانه الوحشي ضد الفلسطينيين، ليس لأنه سفاح أو مجرم حرب فحسب، بل لأن أمريكا تريد ذلك وتشجع عليه، ولو شاءت إيقاف هذه المجازر لأوقفتها في لحظة .
نأتي للإجابة على السؤال الذي وضعناه في العنوان، ماهو المصير الذي ينتظر الحوثيين، والإجابة عليه قد بدأت من استخدام أمريكا قاذفات B-2 في ضرباتها الأخيرة على اليمن وهذا يعني أن أمريكا تستعرض قوتها التي تعطي مؤشرا بأن القرار قد اتخذ وهي مسألة وقت، ولكن كيف يستطيع الحوثيون مواجهة مصيرهم والحاضنة الشعبية ضدهم وهي تتربص بهم وتنتظر ضعفهم للانقضاض عليهم؟ هذا يجعل الحوثيين يعيدون النظر في سلوكهم مع اليمنيين ويعيدون لهم حقوقهم التي سلبوها منهم ويدعون إلى سلام دائم لكل اليمنيين ويرفعون أيديهم عن الدولة ومؤسساتها، ذلك سيكون كفيلا بحفظ دمائهم، ولكي يقف الشعب اليمني جميعه ضد أي عدوان على اليمن .