تعيش النساء دون أسماء
ويتم دفنهن بأسماء مستعارة،
جارتنا اسمها “دولة”
وزوجها يناديها: يا بنت.. يا مَرَة..
صاحب محل البهارات كان ينادي زوجته: يا بنت عمي
لأنه كان يتابع مسلسل “باب الحارة”..
حين حصل على أول حفيد صار يقول لها: يا حجة..
مات الكثير من النساء
بعضهن حصلن على شواهد مكتوب عليها:
المرحومة حرم فلان
والبقية ينمن في قبور مجهولة
فالقبور التي لا يعرفها أحد مرحومة..
هكذا يقول لهم الفقهاء.
الأطفال يولدون بأسماء متعددة..
اسم الأب.. الجد.. الخال..
أسرة الأب والأم لهم آراء كثيرة.
يموت الأطفال دون شهادة ميلاد
ويدفنهم حفار القبور بمحاذاة سور المقبرة
دون شواهد عليها أسماؤهم
لأنهم أطفال!!
كأنه لا يليق بهم أن يدفنوا بين الكبار.
أدخل المقبرة لأبحث عن طفلي البكر،
كان عمره أربعة أشهر
حين أخذه حفار القبور من يدي وأضاعه بين كومة كبيرة من الأطفال..
لكنني حين أمر من جوار المقبرة أسمع بكاءه
ولا أستطيع تحديد قبره،
لا تزال قطعة كبيرة مفقودة من كبدي
أضاعها حفار القبور.
كان اسمه “البدري”
ورحل بدري،
قبل أن يتلذذ بطعم البسكويت وعصير الأناناس..
كانت جدتي تقول: هذا ابن جنة،
تعني أن مكانه ليس على الأرض.