كثيرٌ عليّ العيشُ في الأرضِ كالبَشَرْ
شعر / هشام باشا
كثيرٌ عليّ العيشُ في الأرضِ كالبَشَرْ
أنا أستحقُّ الموت، يا موتُ، لا تَذَرْ
كثيرٌ عليَّ الشَّمسُ والظِّلُ والهَوا
كثيرٌ عليَّ اللَّيلُ والنَّجْمُ والقَمَرْ
حياتيَ ذي يا موتُ لا أستحقُّها
ولا أستحقُّ النومَ فيها ولا السَّهَرْ
أتتْرُكُني يا موتُ أحيا كواحدٍ
مِن النّاسِ تحتَ الضوءِ والغيمِ والمَطَرْ؟
وما ليَ حَقٌّ في وجودي كواحدٍ
مِن النّاسِ، أو حتى كغُصْنٍ مِن الشَّجَرْ
أظُنُّ بأنَّي لَم أكنْ أستحقُّ أنْ
أكونَ على هذا الترابِ سوى حَجَرْ
ولا حَجَرًا حتى، أنا لا يَحقُّ أنْ
أكونَ على هذا الترابِ ولا أَثَرْ
لماذا إذنْ أحيا؟، لماذا أنا هُنا؟
وأيّ عَظيمٍ جاءَ حَظّي الذي عَثَرْ
هُنالكَ في اللّاشيءَ ماذا صَنَعْتُهُ؟
فأصْبحتُ إنْسانًا، إذا اكْتَشَفَ انْتَحَرْ
وإنْ هُوَ لَم يُدْركْ تَجَبّرَ واعْتَدى
على غيرِهِ، وابْتَزَّ، أو خانَ أو غَدَرْ
إذا هُوَ لَم يَقْطَعْ طريقًا فإنِّهُ
يُقَطِّعُ أعْناقَ الجِياعِ بما احْتَكَرْ
وإنْ هُوَ لَم يَقْتَلْ تَسَبَبَ فِكْرُهُ
بسَفْكِ دَمٍ حتى وقد ماتَ واقْتَبَرْ
كثيرٌ عليَّ العيشُ في الأرضِ هَذهِ
كثيرٌ عليَّ العيشُ، لكِنّهُ القَدَرْ
هشام باشا