اعتقال وتعذيب الموظفين .. جريمة نكرا تفرد بها الحوثيون
مطيع سعيد المخلافي
منذ تاريخ انقلاب المليشيات الحوثية وسيطرتها بقوة السلاح على السلطة وعلى العديد من المدن والمحافظات اليمنية، وهي تمارس أشكال وفنون الإجرام والتنكيل والانتهاكات الوحشية بحق هذا الشعب الصامد والصابر على ظلمها، وتغطرسها، وعبثها، وهلاكها المستمر منذ عشر سنوات.
لقد حققت هذه المليشيات الكهنوتية خلال فترة تسلطها وتجبرها رقماً قياسيًا في ارتكاب الجرائم والانتهاكات المرعبة ، وامتلكت رصيداً إجراميًا لم يسبق وأن أمتلكته أي سلطة جبروتية سبق لها وأن انقلبت أو استعمرت أو سيطرت على الأرض اليمنية منذ بداية تاريخ الإنسانية..
فجرائم وانتهاكات وظلم وقمع وتعسف هذه المليشيات العنصرية لم تستثنِ أحد، فقد كانت وما زالت كل المكونات السياسية والمنظمات الإنسانية والجماهيرية والشرائح الاجتماعية بمختلف الفئات العمرية، الأطفال والنساء والشباب والشيوخ هدفاً لأدواتها وعناصرها ومكنتها الإجرامية التي ضاعفت ممارساتها وانتهاكاتها القمعية على السياسيين والإعلاميين والناشطين، وابتكرت وتفردت بتهديد وملاحقة واعتقال الموظفين، وهو ما لم يحدث في تاريخ الجمهورية، ولم نشاهده في الأحداث والحروب العربية والغربية والصليبيه والنازية والفاشية..
فهل يُعقل أن تتحول السلطة المسؤولة عن حماية وتأهيل وتشجيع وترقية الموظف، إلى جهة قمعية وأداة إجرامية تفتري عليه وتهدد حياته وتلاحقه وتعتقله وتزج به في زنازينها ومعتقلاتها القمعية؟! ..
لا بد أن تعلم هذه العصابة الانقلابية أن إبراز العضلات واستعراض القوة لا يكون على الموظفين المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، وإنما يكون في الميادين والجبهات العسكرية وفي خطوط المواجهة في مأرب والضالع وتعز ولحج والساحل الغربي وميدي وشبوة ، أما إبراز العضلات على الموظفين واعتقالهم وإيداعهم في السجون وتعذيبهم دون مسوغ قانوني ودون تحويلهم للنيابات والمحاكم المختصة، ما هو إلا دليل على ضعفهم وخوفهم وإفلاسهم ونذالتهم وحقارتهم وسقوطهم الأخلاقي ، وبأن هذا الأعمال لا يمارسها إلا الجبناء والضعفاء والمهزومين.