منبر حر لكل اليمنيين

يا مصرُ إن قضيتي ليسَتْ صليبًا أو هلالْ

60

شعر/ عبدالعزيز جويدة

يا مصرُ إن قضيتي
ليسَتْ صليبًا أو هلالْ
ليستْ جَنوًبا أو شَمالْ
يا مصرُ إن قضيتي
هي أنَّ حُبَّكِ
صارَ فوقَ الاحتمالْ
يا مصرُ أنتِ حبيبتي وحقيقتي
ومَنابعُ التقديسِ عندي والجّلالْ
لو مَرَّ ذِكرُكِ في كلامي أرتجِفْ
يَنتابُني إحساسُ فخرٍ أو شُموخٍ كالجِبالْ
لَكِ هَيبةٌ في القلبِ لا حَدٌ لها
مِن يومِ خَلقِكِ للحياةِ إلى الزَّوالْ
شَعبٌ عَظيمٌ رائعٌ مُتصوِّفٌ
باللهِ مربوطٌ بحبلٍ من وِصالْ
مَن قالَ إن الدينَ فرَّقَنا كَذَبْ
فالدينُ أكبرُ مِن تَخاريفٍ تُقالْ
في كلِّ مِئذنةٍ نعَمْ
في كلِّ قُداسٍ نَغَمْ
نَغَمٌ نَغَمْ
بينَ الضلوعِ كأنَّهُ زِلزالْ
يَنسابُ بينَ ضلوعِنا في الحالْ
ولكلِّ شيخٍ كلِّ قَسٍ في القلوبِ مَكانةٌ
هي في الحقيقةِ فَوقَ كلِّ خَيالْ
نِيلٌ شَرِبْناهُ معًا
حُلمٌ حَلُمْناهُ معًا
عُمرٌ قَطعناهُ معًا
فَرَحٌ معًا
حُزنٌ معًا
دَومًا معًا نَتقاسَمُ الأحوالْ
والأرضُ عِشقٌ لا يُفارقُنا معًا
شَوقٌ يَدِبُّ بهذهِ الأوصالْ
“عِيسى” “مُحمدُ” أُخوةٌ
ورِسالةٌ مِن عِندِ خالِقِهِم لَنا
هُم أنبياءُ الحقِّ والصِّدقِ المُبينْ
والعُنفُ مَنبوذٌ هُنا
والقتلُ ذَنبٌ دائمًا وكبيرَةٌ
في كلِّ دِينْ
مِصرُ التي شَهِدتْ بُزوغَ الفجرِ
للدنيا وكانتْ قِبلةً للعاشقينْ
مِصرُ الحقيقةُ دَاخلي
مصرُ اليقينْ
مَهما اختلفنا بَيننا سِرٌ دَفينْ
هو ليسَ عِشقُ تُرابِها
هو ليسَ حُبُّ سمائِها
هو كلُّ هذا ذائِبٌ في نيلِها
هِبةُ الإلهِ لشعبِها
ولأهلِها
ولكلِّ مِلَّةْ
يا أنبياءَ اللهِ يا نورَ الهُدى
أنوارُكم شَمسٌ على الدنيا مُطِلَّة
عِيسى ومُوسى والنبيُّ مُحمدٌ
كانوا هُنا بقلوبِهم
وهناكَ آلافُ الأدلَّةْ
الخارجونَ عنِ الشرائعِ والسُّننْ
هُم مَارقونَ وقِلَّةٌ مُندسَّةٌ
في زَيفِ قِلَّةْ
أفكارُهم مَسمومةٌ مسعورةٌ
سُودُ القلوبِ جوارحٌ
مَرضى بِداءِ الفتكِ والتضليلِ
لا تَشفى لهُم في الأصلِ عِلَّةْ
وسيُحشرونَ إلى جَهنَّمَ مُكرهينَ مُقيَّدينَ
مُنكِّسينَ رُءُوسَهم سودًا أذِلَّةْ
مَن أنتُمو كي تَستحِلُّوا قََتلَنا ؟
ودَمي الزكيُّ تُبيحُهُ ؟
مَن أنتَ حتى تَستحِلَّه ؟
اللهُ قد خلقَ القلوبَ لأجلِهِ
والدينُ في قلبِ العبادِ
كأنهُ نورُ الأهلَّةْ
حوَّلتُموهُ لسلعةٍ
والكلُّ هَبَّ ليستغِلَّهْ
يا مصرُ أُهديكِ السلامَ وأنحني
حُبًا وإجلالاً إلى وطنٍ
خُلِقْتُ لكي أُجلَّهْ
الحبُّ بينَ العابدينَ رِسالةٌ
ولكلِّ مَحبوبٍ مُحِبٌّ في الهوى حَتمًا أدَلَّهْ
الأنبياءُ أخِلَّةٌ للعابدينَ وصِدقِهمْ
ياويلَ خِلٍّ في التُقى ويَخونُ خِلَّهْ

تعليقات