ما هو موقف سفاراتنا في عمان وموسكو من عصابات الإتجار باليمنيين؟
بعد اختطاف الحوثي للدولة ومؤسساتها وتدخل التحالف العربي، استباحوا كل شيء في سبيل الانتصار بأي ثمن، فتحوا شلال الدم، حتى صار كثيرون لا يبالون بمن يموت، بل أصبح هناك حالة من النكاية والشماتة والتشفي المتبادل في من يموت، بل هناك من يدعوا إلى القتل ويحض عليه أكثر من تحريضهم على الحياة.
وها نحن اليوم ندفع بشبابنا إلى المحارق، إما في جبهات داخلية أو خارجية، يدفعهم إلى ذلك الفقر والخوف والبطش، ثلث الشباب يموتون في الصراع الدائر بين المليشيات المتعددة وثلث يموت في البحار والصحاري بحثا عن الهجرة إلى الخارج وثلث غارق بين المخدرات والقات.
ما يجري لشبابنا في روسيا يفصح عن عصابات تتاجر بالبشر، فلجأ إليها بعض الشباب وسلموا أنفسهم لهذه العصابات التي تتخذ من عمان مقراً لها، كان هؤلاء الشباب يحسبون هذه المكاتب قاربهم للنجاة وجسرهم من الجحيم إلى النعيم، لكنهم وجدوا مالم يكونوا يتمنونه، إذ وجدوا أنفسهم يقاتلون في جبهات قتال ليست جبهاتهم، فلم يتحقق ظنهم وخابت آمالهم وبلغت قلوبهم الحناجر، لكن صراخهم لم يغنهم من الموت شيئا.
كانوا قد باعوا كل ما تملكه أسرهم وحلموا في بناء بيوت من الوهم بعيدا عن المليشيات المتقاتلة وبعيدا عن الطائفية والانتماءات الحزبية الضيقة، لكنهم اليوم لا يعرفون حتى اسم المدن التي يقاتلون فيها، وأدركوا أن هجرتهم بلا عودة وبلا هوية، بعضهم ابتلعه البحر قبل أن يصلوا إلى وجهتهم والبعض الآخر ابتلعته جبهات القتال نيابة عن الآخرين.
هربوا من تجنيد المليشيات لهم ومن الموت المفاجئ والاختفاء القسري والتعذيب في السجون وصراخ الأمهات المفجوعات على أبنائهن، كانوا يتطلعون إلى رغد العيش ومستقبل جديد، لكنهم وقعوا بيد تجار البشر الذين يعملون في غفلة من سفارتنا في عمان وفي موسكو، ولا أحدا يهتم لموتهم لأن من يدير اليمن تجار السلاح وأمراء الحرب، ولم يعد لحياة اليمنيين أي قيمة!.