الحوثيون مدينون لليمنيين بالاعتذار عن المذابح التي تعرضوا لها والدمار والخراب الذي لحق بهم بسبب اختطافهم للدولة وبسبب تعريض اليمن للتدخل الخارجي، فالحوثيون يتحملون كل هذه الدماء التي أريقت، ولم يكتفوا بذلك، بل أهانوا الناس وصادروا مرتباتهم وممتلكاتهم وزجوا بهم في السجون والمعتقلات، وكانت الجريمة الوحيدة التي ارتكبها كل هؤلاء أنهم تمنوا أن يستردوا دولتهم وكرامتهم وحريتهم .
لم يعرف اليمنيون في زمن الحوثيين سوى التدخل الخارجي وإغراق البلد بدمهم وأصبحت الجنازات في كل شارع والموت في كل بيت والخراب عم كل بقعة، جريمة الحوثي استمرت عشر سنوات، لكنهم اليوم في طريقهم إلى السقوط بعد أن أدوا دورهم في خدمة الص/هيو/نية/ العالمية .
من المفارقات أن الحوثي اهتز وانتفض حينما قتلت قيادات محسوبة على إيران وحزب الله، لكنه لم يكترث بالمذبحة المستمرة التي يتعرض لها الشعب اليمني، وإذ أفهم مشروعية الغضب لهؤلاء، فإنني أستغرب عدم الاعتبار لما يقارب نصف مليون قتيل وضعفهم من الجرحى وملايين من النازحين، الأمر يكشف في جانب منه عن مدى الخلل في تركيبة هذه الجماعة التي تفصل بين عقيدة الانتماء وكرامة الإنسان، وتقصر الغيرة على عقيدة الانتماء دون الكرامة .
ولست بحاجة إلى التأكيد بأن نهايتكم ستكون وخيمة إذا لم تستبقوا الحدث وقد بدأ وتبادروا إلى مصالحة عامة وتخلعوا ملابسكم عن أجسادكم وتنادون في الناس من كان له مظلمة فليأتي ليأخذها من ظهوركم، فأنتم تعلمون قبل غيركم بأن الشعب يكرهكم بسبب سلوككم العدواني، وأي تأخير، سيجعل المصالحة معكم مستحيلة بعد كل الدم الذي أرقتموه والإهانات التي جرعتموها لشعب عزيز وحر .
وعلى كل من ينتمي إلى قبيلة الهاشميين، دعونا نعتبركم قبيلة من القبائل، بعيدا عن السقوط في فخ الاستعلاء والسيادة التي لا ذنب لكم فيها وإنما للتربية الخاطئة، أقول لهؤلاء، سارعوا إلى أخذ زمام المبادرة في المصالحة، لكي تقللوا من فاتورة التضحيات والآلام التي تنتظركم بسبب حماقات هذه الجماعة الضالة، والتي مازالت تراهن على القبضة الحديدية، فإن ما يجري في المنطقة سيضعفها، فقد راهنت خلال الفترة الماضية على إيران وليس على الشعب اليمني، وها هي إيران تبيع أدواتها الواحدة بعد الأخرى .
مالعمل إذن؟ يجب أن نصيح بأعلى صوتنا، لا لاستمرار المذبحة ولا للتدخل الخارجي ولابد أن يكون الحل يمني تسلم السلطة للعناصر الوطنية وعلينا أن نراهن على الشعب وعلى صوته الذي حجبته جماعة الحوثي وتحالف دعم الشرعية، وقبل ذلك لابد من أن تقدم جماعة الحوثي اعتذارا للشعب اليمني عن كل ما حل بالبلد بسبب انقلابها على الدولة ومؤسساتها، وإذا لم يسامحونها فهم معذورن .