روسيا.. يمنيون في قلب المعركة لا يعرفون شيئًا عن الحروب ضحايا لسماسرة المال
مسقط المحطة الأولى نحو القواعد الروسية
بدأت ظاهرة السفر إلى روسيا مع اندلاع حرب اليمن 2014- 2015، كانت بمثابة محطة عبور إلى دول الإتحاد الأوروبي عبر بلا روسيا – بولندا – ألمانيا وقد ابتلعت المستنقعات والشتاء عدد من الضحايا ممن عادوا جثث هامدة.
هذه المرة تغير الأمر، تقول المصادر أن مجموعة من سماسرة المال يقيمون في (سلطنة عمان)، استطاعوا بالحيلة مستغلين الوضع المعيشي والحاجة للعمل والمال، استقطاب عدد من الشباب تحت دعاوى العمل لدى شركات حراسات أمنية، دون توضيح أي تفاصيل عبر مكاتب كوسيط رسمي لترتيب السفر.
كانت العروض مغرية ما يقارب 10 آلاف دولار دفعة أولى لكل فرد، جزء منها تكاليف سفر وترتيبات على أن يكون الراتب الشهرية بين ألفي إلى 4 آلاف دولار، وهو بالنسبة لهؤلاء رقم كبير لم يحصل أي موظف حتى على 5% منه طيلة عشر سنوات تحت سلطة الحوثي أو حكومة الشرعية.
توقيع العقود
اعتمد السماسرة على سياسة التجهيل وعدم الإفصاح عما ينتظر الضحايا، تذكر المصادر أنه تم استدراجهم إلى (مسقط) بشكل سري وبدأوا بتجميعهم استعدادا للسفر بعد التنسيق التام مع سماسرة يمنيين في روسيا.
تكتمل الصفقة بين الضحية والجلاد دون أي أوراق رسمية، قبل الصعود إلى الطائرة بدقائق قليلة يتم تسليمهم أوراق العقود من طرف واحد للتوقيع فقط دون قراءة الشروط أو ما يتضمنه العقد.
يقول أحد الضحايا في العقد الثالث من العمر “لقد تم خداعنا وبنفس الطريقة تم استقبالنا في روسيا وطُلب منا التوقيع على عقود من قبل الشركة مكتوبة باللغة الروسية لا نعرف منها حرفاً واحدا، وتم تدريبنا على أن الحراسات تحتاج ذلك”.
يضيف. “تم نقلنا بعد التدريبات وتوزيعنا على القواعد، هناك أدركنا خطورة ما قمنا به وما نحن فيه، بعد فوات الأوان، لقد اصبحنا في قلب الحدث؛ لنجد أنفسنا وجها لوجه مع الموت داخل خطوط النار.
بيانات السماسرة كاملة
(معتصم عبد الجبار الحميدي) من أبناء مديرية العدين محافظة اب منطقة الكراب يقول ل “يمن المستقبل” وهو أحد الضحايا لقد خدعنا معتقدين أننا ذاهبون للعمل في حماية الشركات وبرواتب مغرية لم نفكر أبدا بهذا المصير.
يضيف. قبل اسبوع أُخذ أكثر من 20 فردا بقوة السلاح تم الاقتحام بهم داخل 3 عربات (بي إم بي)، قتل جميع من في العربة الأولى، فيما تعطلت الثانية نتيجة انفجار لغم أما الثالثة تم قصفها وقتل أحدهم وجرح آخرون وظلت الجثث ملقاة على الأرض.
عبد الجبار كشف عن أسماء السماسرة وكافة بياناتهم والمناطق التي ينتمون إليها وحتى صورهم، حيث زود الموقع بكثير من الإثباتات، الرقم (1) صاحب الشركة يدعى (عبدالولي عبده حسن الجابري) محافظة تعز جبل صبر المسراخ مقيم في عمان أستلم عن كل شخص مبلغ 15 الف دولار.
أما الشخص رقم (2) والذي قام ببيعهم لوزارة الدفاع الروسية يدعى (هاني محمدعلي عبده الزريقي) محافظة إب مديرية يريم، يقيم في روسيا منذ سنوات احتال عليهم وتم توريد مبالغ مالية ضخمة لحسابه استعدادا لنهبها ولم يصلهم إلا الفتات.
كما أكد بأن الشخص الثالث يدعى (محمد قاسم محمد مهيوب العلياني) من محافظة تعز جبل صبر المسراخ
مقيم في السلطنة وهو شريك أساسي للجابري صاحب المكتب.
مناشدات وتساؤلا
العلياني والضحية معتصم
مؤخرا بدأ مناشدة السفير اليمني في موسكو وسفير روسيا في اليمن بعمل حل، غير أن الأمور معقدة على ما يبدو، الجميع داخل قواعد عسكرية مغلقة يصعب الخروج منها، والعودة للوراء شبه مستحيلة إلا بأوامر بحسب المصادر، وقد ظهر مجموعة من الشباب في فيديوهات وهم يشرحون وضعهم.
بحسب آخر المعلومات تم التواصل مع السفارة اليمنية ووصلت القضية بين يدي أحمد الحويشي الذي حول الأمر على الملحق العسكري دون تغيير شيء من الواقع.
تذكر المصادر ل”يمن المستقبل”أن هناك ما يقارب 186 شخص ممن تم سفرهم إلى روسيا بنفس الطريقة وهنا كان من الضروري تحذير من لا زالوا في الطريق لنفس الفخ أن يتوقفوا حتى لا يكون مصيرهم نفس مصير السابقين.
في هذا السياق تساءل الكثير بما فيهم الضحايا، عما يمكن فعله لأجل العودة، ومن سيحاسب هؤلاء؟ وهل يمكن للسلطنة أن تقوم بواجبها تجاههم، خاصة وأنهم خالفوا قوانين الإقامة ومارسوا أعمال النصب والاحتيال وجعلوا من أراضيها محطة للتكسب عبر مكاتب وهمية.