لم تكن اليمن بالتأكيد قبل 2011م بأفضل حال من دول أخرى كثيرة كنا ننشد أن تكون مثلها بل وأفضل منها لأنها أرض حباها الله بالجمال والخيرات
واسمحوا لي بأن أعود بالذاكرة إلى العام2012م لأستذكر تلك الكلمة الطيبة للبروفيسور المصري/محمد الحبيب السمالوطي عندما سأله بعض الطلاب في
قاعة المحاضرة عن اليمن وكان بالطبع قد زارها عدة مرات قبل 2011م فإذا به يجيبهم بالقول في رد حاسم وقاطع لو خيروني بين البقاء بعد التقاعد بين
فرنسا واليمن لاخترت اليمن لجمالها وطيبة قلوب أهلها. وبالفعل لكم كانت اليمن جميلة قبل العام 2011م رغم بعض القبح الذي فيها والمتمثل في انتشار
الفساد ووقوع بعض الظلم على أبناء البلاد وبالتأكيد لن نستطيع أن نحمل النظام الحاكم وحده السبب فالأسباب كثيرة وشاركه فيها الجميع بما فيها الشعب نفسه الذي كان يرى الفيد للدولة حلالاً ويرى من ينهب ويبطش بأنه أحمر عين ومن هو نزيه ونظيف شخص مسكين وليس من الرجال، ولكن ذلك الفساد والظلم إن أردنا حصره ففي إطاره السياسي الضيق الذي لا يتعداه مما يعني أنه من الممكن محاربته والقضاء عليه ببعض الدواء المرّ ،
وبالفعل عندما بدأت عجلة التغيير الحقيقي تتم مع نهاية العام 2006م بعد الانتخابات الرئاسية انبرى لها المرجفون في الأرض محاولين أن يلبسوها أثواباً
كثيرة كان أسوأها ثوب التوريث لا لشيء إلا ليوقفوا تقدمها لأنها في الأساس كانت ستقضي عليهم، وصاحب أولئك المرجفون ظهور آلات إعلامية محلية
ودولية معادية سعت بكل قوة للنيل من الوطن وقياداته فزرعت عناصرها هنا وهناك وبدأت تنفث سمومها شيئاً فشيئاً حتى وصلنا لما نحن عليه اليوم من
أحداث هي أشد وقعاً وأكثر ايلاما على الشعب ومن هنا بدأت النهاية ليس للنظام الحاكم فحسب فهم أفراد وسيموتون اليوم أو غداً ولكنها النهاية لكل ما هو
جميل فينا فلم تكن هناك مناطقية كما هي اليوم ولم يكن هناك فقر وجوع كما هو اليوم ولم نكن مشتتين في أصقاع الأرض نحلم بوطن آمن ومستقر مثل اليوم
ولم نكن بلا قيمة وأقل كرامة كما هو اليوم والكلام يطول وسيكون له تتمة إن كان في العمر بقية والأهم هو أنه يجب علينا أن نتفاءل ما دام في السماء رب
علي ناصر أحمد
باحث دكتوراه في القانون الدولي العام