رحمة الله تغشاه كان يحاول الخروج بأقل الخسائر ومحاولة إيجاد ثقة تخفف من الاحتقان ورسم صورة مغايرة مع اشتداد الاحداث والانقسامات، لكن ثمة حسابات وضغوطات هائلة كانت تدفع باتجاه انفجار المشهد اذْ لا يمكن لرئيس بصبر علي عبدالله صالح أن يهدم المعبد وكل ما كان قائما على الرؤوس.
لقد كانت هناك أخطاء وحسابات ارتبطت بواقع السلطة وصراعاتها بدون أي شك، وكان بالمقابل نزق واجحاف وتدافع وشيطنة ورغبات وفجور وحماقات فقدت بوصلة القرار واعتقدت بارتباطها أن إسقاط النظام آخر الحلول، وأن الثورة مشهد درامي بين الحزن والفرح، وأنه كل ما في هذا المسلسل الخائب من أحداث.
لا أعتقد أن رئيسا في السنوات التي أعقبت الربيع العربي قد خاض صعوبات كما هو حال علي عبدالله صالح الذي أراد بكل قدراته وبعد كل هذا العمر في السياسة أن يمسك العصا من الوسط والا يفرط بهويته مع كافة المتغيرات حتى جاء هؤلاء الاذناب بمشروع شكل بعدا جمع بين الأيديولوجية والعرقية وهو بالمناسبة يشبه سيل العرم في تدفقه، مشروع تجاوزوا به كل القوى التي كانت تحرك المشهد طيلة أربعة عقود.
انتهى المشهد بقصف كافة منازله وممتلكاته من الاصدقاء الأعداء، وقتله في بيته من الشركاء الاوغاد، حيث رحل حاملا جراحاته الظاهرة والخفية غير عابئا بالحشود يسبق الموت بخطوة منذ أن صعد إلى سدة الحكم.
رحل وهو يعرف الكثير من الخبايا غير أنه في سنواته الأخيرة كان قد فقد الكثير من الحلول بسبب انعدام رحابة الصدور لدى الصاعدين الجدد غير مدركين العواقب الجماعية، تخلى عنه الكثير وخذلوه، فيما ظل هو متمسكا بوطنه والسلام.