غارات اسرائيلية عنيفة على لبنان استهدفت عدد من الأبراج والأحياء السكنية
وكالات/
بيروت (لبنان) (أ ف ب) – في ثوان قليلة، تحوّلت ستة أبنية إلى ركام في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وارتفعت سحابة من الغبار، في حين اندلعت حرائق بين الركام ووسط حفر عميقة خلفتها غارات إسرائيلية.
وقالت عبير حمود، وهي من سكان الضاحية، لوكالة فرانس برس بينما كانت لا تزال تحت صدمة، “شعرتُ أن البيت اهتز كما لو أن صاروخا سقط عليّ وانتهت حياتي”.
قبل السادسة والنصف من مساء الجمعة، هزّت سلسلة انفجارات متتالية العاصمة اللبنانية وضواحيها وبثّت الرعب في نفوس السكان، وسُمعت في مناطق بعيدة جدا عن بيروت. وساد الذهول فور ورود أنباء عن وسائل إعلام إسرائيلية بأن الضربات استهدفت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
لنحو عشر ثوان، استمرّت الضربات، بينما كانت شاشات التلفزة تنقل مشاهد لسحب دخان رمادية كثيفة غطّت سماء حارة حريك. وسرعان ما علا صراخ السكان وأطفال مذهولين، بحسب مقاطع فيديو تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
شبّهت حمود، وهي مدرّسة في العقد الرابع من عمرها، الضربات بما عاشته خلال حرب تموز/يوليو 2006 التي خاضها حزب الله وإسرائيل على مدى 33 يوما. قالت “شعرتُ أنّ المبنى سيقع بي، ما حدث أشبه بحرب تموز وأكثر، كما لو أنني أصبتُ بارتجاج دماغي، شعور لا يمكن وصفه بكلمات”.
وأضافت “عندما انتهى الأمر، شعرتُ بارتياح وكأنه قد كُتب لي عمر جديد”.
“ترتجف خوفا”
وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف “المقرّ الرئيسي” للحزب في الضاحية الجنوبية، من دون أن يصدر أي تعليق من حزب الله بعد.
وخلّفت الغارات حفرا ضخمة يصل قطر بعضها الى خمسة أمتار في المكان المستهدف، وفق ما شاهد مصورو فرانس برس، بينما تحركت سيارات إسعاف من كل ناحية وصوب. ولم تُعرف حصيلة الضحايا النهائية في منطقة تعجّ بالأبنية السكنية.
وكافح رجال إطفاء لإخماد نيران اندلعت إثر القصف، في وقت فرض حزب الله طوقا على المكان وأبعد الصحافيين الذين توافدوا بكثافة، بينما كانت فرق إنقاذ تهرع إلى المنطقة وتباشر البحث عن ضحايا وناجين مستخدمة آليات لرفع الأنقاض، وسط دمار كامل.
وبحسب مصدر مقرب من حزب الله، سوّت الغارات ستة أبنية بالأرض تماما.
وقال أحمد أحمد الذي التقته فرانس برس في شارع الحمرا في غرب بيروت إنه ترك منزله في الضاحية الجنوبية بعد الغارات. وقال مصدوما “ضربة بحجم زلزال، اهتزت الأرض بنا بينما كنت في منزلي في الطابق السابع “.
وتابع “كتلة نار عجيبة غريبة، اهتز بنا المبنى. (…) رأيت أنينا وبكاء وعويلا وأنينا وجراحا”.
على تخوم الضاحية الجنوبية، قال المحامي حسام الجواد (45 عاما) لفرانس برس “استمر الانفجار لثوان متواصلة وكان الصوت عميقا وقويا، كأنه سلسلة متتالية من خروقات جدار الصوت”.
وأضاف “اهتزت النوافذ والأبواب في المنزل، رغم أن المنزل يقع على بعد قرابة كيلومترين” من المكان المستهدف، موضحا أن “اللافت في التفجير انه كان عبارة عن سلسلة انفجارات وليس انفجارا واحدا”.
وقال فؤاد الذي وقعت الغارات بينما كان في الضاحية الجنوبية لبيروت “دوّت انفجارات متتالية، كما لو أن مجموعة طائرات شنّتها بشكل متواز”.
وتابع “شعرت كما لو أن المبنى الذي استُهدف يق بالقرب مني رغم أنه بعيد عني”.
وقال مصوّر لوكالة فرانس برس إنه شاهد على تخوم معقل حزب الله بعد الغارات، أشخاصا يحملون حقائب على متن دراجات نارية أو سيرا على الأقدام، وسط حالة من الهلع.
وقالت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت “ينتابني قلق بالغ وتوجس عميق إزاء التأثير المحتمل على المدنيين نتيجة الضربات المكثفة التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية المكتظة بالسكان هذا المساء”.
واختصرت مشهد العاصمة بمنشور على منصة أكس، كتبت فيه “لا تزال المدينة ترتجف خوفا وذعرا”.