منبر حر لكل اليمنيين

هل استراتيجية الصبر الإيرانية وتأجيل الانتقام كانت مجرد ذريعة لترك نتنياهو يحقق ما وعد به؟

2

د. عادل الشجاع

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح عقب هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بأنه سيعمل على تغيير الشرق الأوسط، ومن الواضح بأن ذلك الأمر لم يكن يتعلق بالقضاء على حماس فقط، بل بتفكيك أطراف المحور لفرض حقائق جديدة في المنطقة كلها، وكان الإيرانيون هم المسهلون ذلك .

واضح للعيان أن الموقف الإيراني متساوق مع التوجهات الإسرائيلية، فإسماعيل هنية تم اغتياله في طهران وتأتي التصريحات الإيرانية بأن اغتيال هنية يعد إهانة صارخة لهم، وأن ذلك يستوجب ردا مناسبا، وها هو اليوم حزب الله يتعرض إلى حرب غير مسبوقة، تهدف إلى اقتلاعه والقضاء عليه، بهدف تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطق، والرد الإيراني لم يأت بعد.

كانت إيران تعتبر حزب الله خطها الأحمر، كما تقول، لكن نتنياهو لم يعد يكترث لأي نوع من الخطوط الحمراء أو حتى قواعد الاشتباك والردع التي كان متوافق عليها مع الإيرانيين، ولعل تصريح المرشد الأعلى يؤكد ذلك، فقد صرح بأن التراجع التكتيكي أمام العدو لا ضير منه .

ما يمكن قوله، إن إيران كدولة لم تحارب إسرائيل يوما من الأيام ولم تطلق رصاصة مباشرة على إسرائيل منذ أن اعتلى الخميني السلطة، ولما أحرجت أمام استهداف قنصليتها في سوريا، أعطت مهلة لإسرائيل كي تستعد لامتصاص الضربة وتم ابتلاع ما يقرب من 300 صاروخ وطائرة مسيرة دون أن يحدثوا أي نتيجة .

صحيح أن إيران دعمت حزب الله وحماس والحوثيين والحشد الشعبي، لأن ذلك يأتي ضمن مشروعها في المنطقة على حساب سيادة الدول العربية ولصالح المشروع الفارسي المتحالف مع الصهيونية، فلو أرادت إيران المواجهة مع إسرائيل، فإن الطريق مفتوح أمامها من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى الجولان وإلى بيروت، لكنها بكل بساطة تريد التضحية بالعرب ليس إلا، فهل تفيق المقاومة العربية من الفخ الإيراني، أم أنها ستظل تنزف وتنزف شعوبها وسيادة أوطانها؟!.

تعليقات