منبر حر لكل اليمنيين

26 سبتمبر.. يوم استثنائي وانعتاق من الكهنوت والرجعية

61
نزار الخالد
ثورة ال 26 من سبتمبر حدث تاريخي هام في تاريخ اليمن المعاصر، قادت مسيرة النضال الوطني إلى نهاية الحكم الإمامي البغيض، ووضعت أسس لدولة المدنية الحديثة .

كان اليمنيون في ال26 من سبتمبر على موعد مع الخلاص من حكم كهنوتي مارَس الظلم والاستبداد والجهل والتخلف، فانطلقت شرارة الثورة تحمل أهداف العزة والكرامة والتنمية والتعليم والصحة والأمن والاستقرار، والتي قطف ثمارها الشعب اليمني، منذ اليوم الأول لاشراقة شمس الحرية، حينما رفرف علم الجمهورية في سماء الوطن إيذانًا بانتهاء عهد الملكية الإمامية الكهنوتية التي عاش الشعب اليمني تحت نيرانها يعاني الويلات .

قبل ثورة 26 سبتمبر، كانت اليمن تعاني من حكم إمامي تقليدي يستغل الدين لتحقيق أهدافه السياسية،  وكان الإمام يوهم أتباعه أن سلطته مرتبطة بالدين والسلطة الدينية، وبالتالي كانت تحجب الشعب اليمني عن التنمية والتقدم.

كان النظام الإمامي يقوم على الفساد والاستبداد، وتقديس الحاكم الفرد ، وكان يتم فرض التعاليم الدينية بطريقة تتواءم مع أهواء الإمام وفرضها على الناس بطريقة تعسفية، في ظل حرمان الناس من الحريات الأساسية.

26 سبتمبر يمثل لليمنيين يوماً استثنائياً ومجيداً، لا يمكن تجاهله أو التقليل من قيمته. فهو اليوم الذي قامت فيه الثورة اليمنية المجيدة عام 1962م، التي أخرجت اليمنيين من واقع القمع  والاضطهاد لفضاءات الحرية والديمقراطية، وأسقطت صفحة الطغيان والكهنوت والاستبداد التي خيّمت على البلاد لعقود طويلة، لتفتح للوطن صفحة ناصعة الإشراق من البناء والنماء.

من مسقط رأس الثورة في صنعاء، طالع الشعب اليمني بكلمات معبرة ومؤثرة في يوم 26 سبتمبر، قائلاً:” إنه يحتفل بمولدها”، دون أن يشير إلى نفسه بأنها ثورة ولكن الحقيقة أن هذا اليوم العظيم كان بمثابة انتفاضة شعبية قضت على حكم الطغاة والأنظمة القمعية، ومهّدت  لمستقبلٍ ديمقراطي و حر لليمن.

في هذا اليوم المجيد، ينبغي علينا أن نهنئ كل يمني بالذكرى الـ 61 لثورة سبتمبر المجيدة. فقد كانت هذه الثورة بمثابة بداية جديدة للبلاد، حيث تحرر الشعب اليمني من قيود الاستبداد والاضطهاد، ووضع الأسس الأولى واللبنات الأساسية لبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتعزز التنمية الشاملة في كل المجالات.

كانت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م، أحد أبرز الأحداث في تاريخ اليمن الحديث. فقد قامت القوى الثورية بإطاحة بالنظام الملكي الذي كان يسود البلاد ويمارِس القمع والظلم بحق الشعب الذي عاش في عزلة وجمود لعقود خلت، ساد فبها الجهل والفقر والمرض، وكان الشعب كله يعيش خارج أطر الحياة والعصر الحديث.

وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها الثوار، إلا أنهم نجحوا في تحقيق ثورتهم، وإقامة نظام جديد يستند إلى العدل والمساواة، وأحقية اليمنيين في الحياة، والدخول في ركب الحضارة والتنمية، ومواكبة كل التطورات العصرية والتنموية.

ثورة 26 سبتمبر، تمثّلت في حركة شعبية واسعة النطاق نشأت في العديد من المحافظات اليمنية. كانت هذه الحركة تهدف إلى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب اليمني.

تمكنت الثورة من إسقاط النظام الإمامي، واستعادة السيادة الوطنية، ووضع دستور جديد للبلاد يحمي حقوق الإنسان، ويضمن الديمقراطية والعدالة.

لعبت الثورة دورًا مهمًا في تنوير الشعب اليمني وتحقيق التنمية والتعليم والصحة والأمن والاستقرار. بعد الثورة، تم توفير فرص التعليم للجميع بشكل أفضل وتحسين نظام الرعاية الصحية، وتوفير الخدمات الأساسية. كما تم تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، مما سمح للمجتمع بالعمل والتطور بشكل أفضل.

لا شك أن شباب ورجالات ثورة 26 سبتمبر لديهم دور كبير في مقاومة الإمامة الجديدة التي ظهرت تحت ثوب عصابة الحوثي.

بعد سنوات من الاستقلال، ظهرت عصابة الحوثي التي حاولت استعادة الحكم الديني والتأثير على السلطة السياسية.

واجه هؤلاء الشباب والرجال، الحوثيين بقوة وشجاعة، وعارضوا محاولاتهم لإعادة البلاد إلى الوراء.

ثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد انتفاضة شعبية لتحقيق التغيير، بل كانت حركة تاريخية معقدة تستند إلى مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية. تمثل هذه الثورة بداية جديدة لليمن.

لقد حملت الثورة اليمنية رسالة قوية للعالم، تؤكد على إرادة الشعب اليمني في الحرية والكرامة والعدالة. ومنذ ذلك الحين، واليمن يرفع رأسه عالياً كدولة مستقلة تسعى لتحقيق التقدم والإزدهار لشعبها.

إن الاحتفال بعيد الثورة في 26 سبتمبر يجب أن يكون مناسبة لجميع اليمنيين، بتوحيد صفوفهم لمواجهة الامامة الجديدة،  فهذا اليوم يجب أن يوحد الشعب اليمني ويبعث فيه الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل.

رغم التحديات التي يواجهها اليمن اليوم، إلا أننا لا يجب أن ننسى تضحيات الثوار وما قدموه من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية. يجب أن نستمد القوة والعزيمة من تاريخنا العظيم، ونعمل معاً لبناء مستقبل يمني حر وديمقراطي يستحقه الجميع،  وأن نستلهم من نضال أبطال الثورة  في مقارعة الإمامة لنمضي صوب تخليص اليمن من جرثومة الحوثي، الذي يسعى جاهدًا لإعادة الإمامة بنسختها الايرانية، وأن نعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لليمن، والشعب اليمني، في ظل النظام الجمهوري واخراجه من الغمة التي اصابته منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014.

في الختام، نتمنى أن يكون عيد الثورة المجيد في 26 سبتمبر، فرصة للتذكر والتأمل في قيم الحرية، والعدالة التي تحملها هذه الثورة العظيمة. ونتمنى أن يعم السلام والاستقرار في اليمن، وأن يتحقق تقدمٌ وإزدهار لكل اليمنيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية.

تعليقات