منبر حر لكل اليمنيين

على من يرتبط بالحوثية أن يلجأ إلى مقاومة تعصمه فقد قربت نهايتها

57

د. عادل الشجاع

السلام ممكن فقط عبر التعايش، لكن هذا التعايش لن يتم مع عصابة إرهابية كعصابة الحوثي، لهذا لابد من إخضاعه بالقوة، بعدها تقوم، الدولة بفرض التعايش، والاعتراف بوجود الجميع، والاعتراف بحق الجميع في العيش بسلام، هذا هو مفتاح ما يحدث الآن في اليمن .

الحرب ضد الحوثي ليست خيارا، لكنها تتجاوب ليس فقط مع أماني الذين يرون فيها حرباً ضد الفقر والاستغلال، بل مع أماني الذين تقززوا من فساد الهاشمية السياسية أيضاً.

نحن اليوم أمام حركة شعبية واسعة تجذب الذين لا يريدون أن يتحملوا عبث العصابة الحوثية، كما تجذب أيضاً كتلة الأقيال الوطنيين، الذين يرون في الصراع استمراراً للنضال الطويل ضد الإمامة، التي حلت محلها إمامة جديدة تمثلها الحوثية، التي تسعى إلى مصادرة إرادة اليمنيين باسم الدفاع عن الوطن بمساندة وتوجيه الفاسدين وأراذل القوم ..

الوطنية، والعدالة الاجتماعية، والهوية تحت هذه المعاني المجردة والرمزية، التي تشكل صرخات التجمع للثورات، ستكون الدفع الثوري، وستنبثق منها الإرادة الشعبية ومن المؤكد أن الحرمان الاقتصادي سيمثل بحد ذاته العامل الذي سيقرر الانتفاضة الشعبية بصورة عامة، ومن المعروف أن العوز والقمع هما المحرضان على الثورات في العالم .

إن إرادة التمرد التي بدأت تظهر في رفع العلم الوطني إلى حد يجعلها اليوم شبه إجماع على المواجهة، ضد الظروف السياسية أو الأوضاع المادية، إنها بكل بساطة تعبير على ما يبدو عن وعي قد استيقظ مجدداً، بهدف فرض الوجود بالقوة إنه اكتشاف متنامٍ للإمكانات التي يمتلكها الشعب، متزامن مع حس متعاظم لكبرياء اليمني ولصبره الذي له سقف محدود، وبفضل هذين العاملين بدأ اليمنيون يستوحون حقهم في الحياة الكريمة .

ونذكر على سبيل المقارنة، إن رجال فيديل كاسترو والمقاتلين معه، لم يكونوا يزيدوا أبداً عن ألف وخمسمائة رجل مسلح. ومع ذلك، ومن خلال الضربات التي وجهوها للدكتاتورية، أعلن كل سكان كوبا عملياً انضمامهم إلى النصر المكتسب، وبدا وكأن الثوار لم يكونوا معزولين بل كان البلد كله معهم، والمقاومة في اليمن أكثر من مقاومة فيديل كاسترو الذي صنع بها أعظم انتصار للكوبين وهي أيضا أكثر من الثوار الفلبينيين الذين تركوا لمن بعدهم من الثوار أعظم قيم الرجل الثوري، فهيا بنا ننظم أنفسنا ونتحول من العمل الفردي إلى العمل الجماعي المنظم .

تعليقات