هي دورةٌ أخرى
شعر/ عبد الله محمد علي
هي دورةٌ أخرى
ونصبح قادرين على اعتياد الحزنِ
نعشق يأسنا، ونظلُّ خلف الباب ننتظر الغيابْ
أجسادنا رملٌ تكوّمه الرياح على الرصيفِ
فقبّليني.. قبل أن يطفو على أسمائنا جيلٌ جديدْ
البحر ليس لنا
ولكنّ ارتعاش وجوهنا في الماءِ.. آيه
والآن.. تبتعد الصلاة إلى مرافئها
وصوتكِ.. طاعنٌ بالخوف.. يكسرني
وأعرف أنّ هذا الليل- بعدكِ- صورةٌ للموتِ
يرسمها النعاس على العيونِ
لتطمئنّ إلى مذابحها
وأعرف أنني ضيّعتُ أمي فيكِ، وانتحرتْ بلادي
فامشي بقامتكِ القصيّة فوق أحلامي
ازرعيني في عيونكِ
كي أكون أنا.. أنا
أو كي أحاولْ..
أنا لا أحب الناس بعدكِ
لا أعيش ولا أموت ولا أحاولْ
إنْ غبتِ.. غبتُ
وإن طلعتِ أصيرُ خبزاً رائعاً
ما الماء يُحيينا إذاً
لكنّ حسنكِ حين يسقي الأرض
تخضرُّ السنابلْ..