منبر حر لكل اليمنيين

هي دورةٌ أخرى‏

75

شعر/ عبد الله محمد علي

هي دورةٌ أخرى‏
ونصبح قادرين على اعتياد الحزنِ‏
نعشق يأسنا، ونظلُّ خلف الباب ننتظر الغيابْ‏
أجسادنا رملٌ تكوّمه الرياح على الرصيفِ‏
فقبّليني.. قبل أن يطفو على أسمائنا جيلٌ جديدْ‏
البحر ليس لنا‏
ولكنّ ارتعاش وجوهنا في الماءِ.. آيه‏
والآن.. تبتعد الصلاة إلى مرافئها‏
وصوتكِ.. طاعنٌ بالخوف.. يكسرني‏
وأعرف أنّ هذا الليل- بعدكِ- صورةٌ للموتِ‏
يرسمها النعاس على العيونِ‏
لتطمئنّ إلى مذابحها‏
وأعرف أنني ضيّعتُ أمي فيكِ، وانتحرتْ بلادي‏
فامشي بقامتكِ القصيّة فوق أحلامي‏
ازرعيني في عيونكِ‏
كي أكون أنا.. أنا‏
أو كي أحاولْ..‏
أنا لا أحب الناس بعدكِ‏
لا أعيش ولا أموت ولا أحاولْ‏
إنْ غبتِ.. غبتُ‏
وإن طلعتِ أصيرُ خبزاً رائعاً‏
ما الماء يُحيينا إذاً‏
لكنّ حسنكِ حين يسقي الأرض‏
تخضرُّ السنابلْ..‏

تعليقات