تشابُـهٌ
شعر/ خالدة النسيري
صِفْ ما تشابهَ منْ حزني الذي انهمرا
ما عادَ يدري غريقُ الصَّمتِ كم صبرا
كم يجــرحُ الدَّمعُ خــدًّا من تشتُّتِهِ
و مبتـــداهُ يضمُّ الفعْــلَ و الخـبرا
قد أدلجتْ ضِحكةُ الأيّــامِ ما غزلتْ
منــابعُ الضَّــوءِ حتّى بِتُّ منتصـراً
تصبُّ وجْـداً تناغي شوقَ سنبــلةٍ
وفي معانيكَ ما يستلهمُ الشُّعــرا
يا كافَ كنهي ونونَ النَّوح كم سكرتْ
فيك الأماني فباتَ الحرفُ مستعراً
شبّـابةٌ تسرقُ الألهــامَ فــانجرفتْ
كلُّ الاحاسيسِ فاستسقى دمي المطرا
كأنَّ وجــهَ المنى أعشــابُ أغنيةٍ
فيها اخضرارُ الهوى يستنزفُ الوترا
كم عانقتْ في الـدُّنى أزهـارُ أسئلتي
حبرَ انتمائي فعــادَ الوقتُ معتذراً
وتمتمَ الخوفُ أشيائي التي عبرتْ
على طريقٍ بـهِ غصنُ الهوى انكسرا
كم أثمرتْ نخلةُ الأيّــامِ في وطنٍ
يظنّـهُ البعضُ حزنـاً يجذبُ الضَّجرا
لا سامحَ اللهُ قلبَ الحاسدينَ فهمْ
يسقونَ أرضَ المعاني الهمَّ والكدرا
و يجرحونَ جفونَ الحبِّ لو عبرتْ
في خاطرِ الصبِّ شوقاً يدفعُ الخطرَا
ليتَ احتمالاً غزا جفنَ الحنينِ فكمْ
طافتْ عيونٌ بعطرِ البوحِ فانهمرا
.
.