منبر حر لكل اليمنيين

الجمهورية والشهداء المعتقلون والمليشيا وسبتمبر

محمد عبده الشجاع

57

قد لا تدرك السلطة التي نفذت الاعتقال بسبب مقالتك الأخيرة أن الباحثين عن الحرية والجمهورية والكرامة التقطوا ما كتبت وبحثوا عنه كما يبحث الظامئ بين مسامات الصخور عن الماء، وأنك وجميع المعتقلين تحولتم إلى أيقونة ترفض الذل والخنوع.

حين تهز الكلمة عرش الطغاة وتستنفر الأجهزة الأمنية والمخابرات، يعني أن الوجع لامس أعمدة الإمبراطورية المتهالكة ونياشين القادة الأقزام، وحديثي العهد بالرتب العسكرية، ومساحيق السلطة وأحمر الخدود، وأصحاب الكروش المنفوخة كالبالونات.
لم يختبئ محمد خلف الكلمات كما يفعل احيانا، ولا استعان بالمجاز، ولا هرب إلى مرادفات اللغة لإشباع الموضوع، قال الحقيقة عن زعيم عصابة يخاطب جموع تم العبث بها من وراء الشاشة.
ثمة رذيلة تحاول أن تسود الناس، وكان لا بد من تحذير الجماهير.

كان محمد صادقا لدرجة ابعد من أن يستوعبها مَن تم تعبئته عقائديا، لكنه قالها وان كان الثمن اعتقاله، لأنه يدرك أن الكلمة طلقة حين تغادر مكانها تحدث أثرا مهما كان.

محمد يعي ما يقول، وليست هذه هي المرة الأولى التى يكتب فيها بكل شجاعة ووضوح، إذ لا يمكن لأي عاقل أن يتسمر أمام شاشة يخطب فيها شخص معتوه بضحالة عبدالملك الحوثي وبجاحته، يتلبس البطولة ويزيف الواقع كما لو أنه بطريق زمانه، أو كما لو أنه يعيش في جرف مظلم يستفز من خلاله ملايين اليمنيين مع كل مناسبة طائفية.

لا يمكن بأي حال أن يستقيم الحال وأنت ترى الجموع مشدودة إلى خطاب يقوم على التحريض واستعداء الحياة واهم مقومات الإنسان الحرية والكرامة والعيش بأمان.
ثمة خطأ فادح في حياتنا نحن اليمنيين إسمه الحوثي لا بد من تصحيحه.

الأمر يحتاج إلى رغبة جامحة وإرادة قوية وقرار رفيع تحت توقيع الشعب، لأن روح الجمهورية لا تموت، وأي مشروع كهذا يحتاج لمواجهة بعيدًا عن أي حسابات أو تصنيفات.

محمد دبوان قال كلمته ومضى، هو الآن يعيش المعاناة التي يعرفها من سبقوه إلى زنازن الحوثي، لا يهم مع من هو؟ وإلى أي كيان ينتمي، لطالما كانت الجمهورية حزبه الأخير والحقيقة وطنه الدائم، هو أكبر من تشوهات نوبل وأوسع من جماعة مهزوزة وأنصار قتلة ومشرفين لصوص وحراس فضيلة بلا رجولة وبلا شرف.

اليمني غالباً لا يهتك عرض أخيه لا يفجر منزله لا ينهب ممتلكاته، مجبول على الثوابت والقيم والأخلاق والأعراف، الإنسانية لديه فكرة وجوهر والتعايش حق للجميع والعدالة أساس الحياة، المساواة فطرة لا حياد عنها والطبقية مقيتة والعنصرية منبوذة والاستعلاء مدان والتمييز تحت الاقدام، والتطهير العرقي مرفوض، والطائفية ظاهرة سيئة.

لا للتجويع وعسكرة الاطفال وتدمير الاقتصاد وتجريف الهُوية وحوثنة الدولة والمجتمع واستهداف المعتقدات ونهب المقدرات والتشجيع على الحروب والسيطرة على القضاء وشرعنة القوانين الظالمة واستغلال الناس ونهب الأراضي وادعاء الاصطفاء والفساد وتغيير مناهج التعليم والتضييق على الحريات.

لا لتهجير المواطنين واختطاف أصحاب الرأي والسياسيين والعسكريين والتربويين، واستغلال اللاجئين وحصار المدن وزراعة الألغام ونهب المساعدات وتهريب المواد السامة والمنتهية والسطو على الممتلكات ومضايقة رأس المال الوطني.

لا لعودة الأوبئة والجهل والعبودية والفقر والخلافات والثارات والفصل العنصري وتدمير البنية التحتية الصحة والتعليم والثقافة والإعلام والتخطيط والجيش والأمن والرياضة والخارجية والسجل المدني والآثار والمخطوطات والمتاحف.

لا لاعتقال الناس تحت أي مبرر وبصورة همجية خارج القانون، لا للإخفاء القسري والتعذيب وتحويل المدن السكنية إلى سجون، لا لجعل رغيف الخبز مصدر ابتزاز المواطن والموظف.

مرحبا بالعيد ال 62 لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة، مرحبا بثورة أكتوبر الخالدة، مرحبا ب 22 مايو العظيم، تاج على الرؤوس ومفتاح صلواتنا وبهجتها وذكرى شهدائنا الابرار من علي عبد المغني وراجح لبوزة إلى حميد القشيبي إلى علي عبدالله صالح إلى حمدي المكحل إلى خالد الدعيس وثابت جواس وإلى آخر شهيد جمهوري.

تعليقات