منبر حر لكل اليمنيين

هل أمريكا عدو لإيران أم أن إيران صديقة لأمريكا ؟

73

من يتتبع تاريخ الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منذ صعود ولاية الفقيه، يجد أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت خلال هذا التاريخ على تعزيز نفوذ إيران وهيمنتها في المنطقة، على الرغم من زعم الولايات المتحدة الأمريكية بأن إيران تشكل تحديا شاملا لمصالحها وحلفائها وشركائها وتحديدا العرب، ولم تخلوا أي وثيقة للأمن القومي الأمريكي من الحديث عن الخطر الإيراني، إلا أن إيران تتمدد وتزيد من سيطرتها وزيادة نفوذها وفي كل مرة تزعم أمريكا تصديها للنفوذ الإيراني تخرج طهران بنفوذ أكبر وأوسع .

خلال فترة الرئيس بايدن حصلت إيران على ما يزيد عن 100 مليار دولار، هذا كله في ظل الحديث عن ردع إيران وحصارها الاقتصادي، وكلما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ردع إيران، كلما زادت من مبيعاتها من العتاد العسكري إلى الدول الخليجية، وليس هذا فحسب بل إن مركز العمليات الجوية القتالية الأمريكية في قطر، وقطر موقعة اتفاقات عسكرية مع إيران وتربطها بها علاقات متينة،في حين أن العلاقات القطرية الإماراتية منقطعة وعدائية .

إنهم يمارسون علينا التضليل وإقناعنا بالعداوة،بينما هم يسهلون لإيران أو لمليشياتها المنتشرة في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن كل التسهيلات، دعونا نقرأ ما أوردته هيلاري كلنتون في مذكراتها “خيارات صعبة “، تقول إنها هاتفت وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة أثناء أحداث دوار اللؤلؤة وعبرت له عن قلقها جراء العنف تجاه المدنيين، وفي نفس اللحظة كانت تسعى لتشكيل تحالف دولي لضرب ليبيا، بل أنها طالبت دول مجلس التعاون بعدم إرسال قوات إلى البحرين وبنفس الوقت كانت تطلب منهم إرسال قوات إلى ليبيا !.

تضيف في مذكراتها بالقول، أن الولايات المتحدة الأمريكية التزمت قيمها وضميرها وأدانت العنف ضد المدنيين في البحرين، في الوقت الذي كانت تطالب بضرب المدنيين في ليبيا، فمن وجهة النظر الأمريكية، أن الاعتقالات الجماعية والقوة المفرطة يتناقضان مع الحقوق العالمية للبحرينيين، لكن تدمير ليبيا وتقسيمها لا يتناقض مع الحقوق العالمية لليبيين، أتدرون لماذا، لأن المعارضين في البحرين كانوا أدوات إيرانية ؟!

ما يجري اليوم هو تصفية القضية الفلسطينية وطبعنة مركزية إسرائيل، للوصول إلى الشرق الأوسط الجديد الذي حددت الولايات المتحدة الأمريكية أقطابه الثلاثة، إسرائيل وإيران وتركيا وإدارة الصراع بين السنة بقيادة تركيا والشيعة بقيادة إيران والأطراف الثلاثة يتخادمون مع بعضهم ويديرون لعبة سياسية تستند إلى خطاب استهلاكي شعبوي، بينما الوطن العربي يبقى ساحة للمنافسة والصراع ويظل ضعيفا ومنقسما بين مطبع وممانع، وجميعهم يمارسون ما كان يمارسه المناذرة في تبعيتهم لفارس والغساسنة في تبعيتهم للروم ويقتتلون فيما بينهم وتحسب المعارك لفارس والروم، بينما القتلى يعدون على العرب !؟.

تعليقات