ثورة 26 سبتمبر بعيون جمال عبدالناصر
ثورة 26 سبتمبر اليمنية كانت نقطة تحول في تاريخ اليمن والمنطقة العربية. وقد تركت بصمة عميقة على وجدان القادة العرب، وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر.
كان عبد الناصر يؤمن بشدة بوحدة الأمة العربية، ويرى في الثورة اليمنية فرصة لتوسيع نطاق الوحدة العربية وتحقيق حلم الوحدة بين مصر واليمن.
كما اعتبر جمال عبد الناصر الثورة اليمنية جزءًا من الصراع العالمي ضد الاستعمار، ورأى في دعمها واجبًا قوميًا.
وكان حينها هناك صراع نفوذ بين مصر والسعودية في المنطقة، وقد رأى عبد الناصر في دعم الثورة اليمنية وسيلة لمواجهة التوسع السعودي ومشروع الملكية في شبه الجزيرة العربية والذي عانت منه اليمن في ظل حكم الإمامة الرجعي حينها
ومن هذا المنطلق تحولت الثورة اليمنية إلى حرب استنزاف طويلة، كبدت مصر واليمن خسائر فادحة في الأرواح وتضحيات الكثير من الأبطال وتدخل القوى الإقليمية والدولية في الصراع اليمني زاد من تعقيد الأوضاع.
ولا نغفل ان عبد الناصر واجه خلافات داخلية حول سياسته في اليمن، مما أضعف موقفه حينها ولكن برغم كل ما واجهه من تحديات إلا ان الثورة اليمنية زادت من إيمان عبد الناصر بوحدة الأمة العربية، ودفعته إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق هذا الهدف.
أدرك عبد الناصر صعوبة تحقيق الوحدة العربية في ظل التحديات الداخلية والخارجية لذلك أجبرته الثورة اليمنية على إعادة تقييم أولوياته، وتركيز جهوده على بناء قوة عسكرية مصرية قوية ساهمت حينها بترسيخ مبادئ القومية العربية ووحدة الشعوب العربية.
ختاما
كانت ثورة 26 سبتمبر المجيدة بقيادة المشير عبدالله السلال ورفاقه الأبطال محطة هامة في حياة جمال عبد الناصر، وقد تركت بصمة عميقة على رؤيته للوحدة العربية والسياسة الخارجية لمصر. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن عبد الناصر ظل يؤمن بأهمية دعم القضايا العربية العادلة، والتضامن مع الشعوب العربية في نضالها من أجل الحرية والاستقلال.