منبر حر لكل اليمنيين

اليمن يودع أستاذ التاريخ المعاصر البروفيسور عبدالوهاب العقاب بعد معاناة مع مرض السرطان

وسط تجاهل تام من قبل الجهات المعنية شمالا وجنوبا

352

ودع اليمن ومحافظة إب صباح اليوم الإثنين البروفيسور وأستاذ التاريخ المعاصر في جامعة إب وأحد أعلام الوطن الدكتور/ عبد الوهاب آدم العقاب 25 أبريل 1954م – 15 سبتمبر 2024م بعد عقود وحياة حافلة بالعطاء في مجال البحث والتأليف والتدريس الأكاديمي واثراء المكتبة اليمنية والعربية بالعديد من العناوين والمضامين التي تغوص في أعماق التاريخ اليمني والاسلامي والعربي.

ويعد الدكتور العقاب واحد ممن أسهموا في تأسيس جامعة إب وشغل رئيس قسم التاريخ في الجامعة بين عام 99م إلى 2001م ومن خلاله أسهم مع زملائه في إحياء هذا الصرح العلمي وتحويله إلى منبر يستقبل آلاف الطلاب من مختلف محافظات والجمهورية اليمنية قبل أن تتعرض للسيطرة من قبل مليشيا الحوثي التي انقلبت على نظام الدولة أواخر العام 2014.

كما شغل العديد من الوظائف الإدارية في محافظة الحديدة منذ مطلع السبعينات وفي محافظة اب وجامعة صنعاء كلية الآداب التي درس فيها البكالوريوس قبل أن ينتقل إلى جمهورية مصر العربية والتي درس فيها درجتي الماجستير والدكتوراه وبعض المهارات.

وقد نال الفقيد العديد من شهادات التقدير والتكريمات منذ بداية مشواره العلمي والوظيفي في مختلف الأماكن والمحافظات التي عمل بها أهمها جامعتي صنعاء واب حيث كان نموذجا نادرا في حياته بشكل عام.

وكانت أهم أبحاث الراحل “دور اليمن في العهد الاسلامي الأول” وهو كتاب ضمن سلسلة تاريخ شبه الجزيرة العربية، كما له كتاب حول “مشروع الإسلام السياسي في التطور التاريخي والمعاصر”، وله ضمن السلسة نفسها “تطور العلاقات اليمنية السعودية” وكذلك “الوحدة اليمنية”.. دراسات وثائقية في تاريخ اليمن المعاصر من حكم الإمام إلى دولة الوحدة، بالإضافة إلى “تاريخ اليمن المعاصر”.

وعرف عن الفقيد التزامه بعمله واخلاصه لوطنه ووظيفته، وعلاقته الطيبة والحميمية مع زملائه وطلابه التي شكلت نموذج وقدوة للباحث والأكاديمي المتميز حيث شكل حضورا واسعا في حقل التعليم الجامعي ومن خلال مؤلفاته وأبحاثه ونصائحه لطلاب التاريخ والتي كانت ولا تزال محل تقدير واجلال.

وكان الفقيد العقاب قد عانا في سنوته الأخيرة من مرض السرطان الذي أصابه، حيث ظل يتنقل بين اليمن والقاهرة طلبًا للعلاج قبل أن يتعرض لانتكاسة كبيرة اعتقد الجميع أنه قد توفي ليتم انعاش قلبه ويعود للحياة من جديد بعد ساعات ليكتب له عمرا جديد لم يستمر سوى أيام معدودة من هذا الشهر والذي أتيح لأولاده وكثير من محبيه القيام بزيارته، ليودع الحياة للمرة الأخيرة يوم أمس الأحد الموافق 15 سبتمبر 2024م، وسط تنكر غريب من قبل الحكومة اليمنية والمليشيا وبحسب أقرباء له فإن مستحقاته كاملة والتي تصل إلى 40 مليون ريال يمني لم يصله منها حتى 1%.

وبحسب تقارير استقصائية فإن عدد الأكاديميين الذين رحلوا نتيجة مضاعفات وظروف معيشية صعبة بسبب الصراع الدائر في اليمن منذ العام 2014 أكثر من 120 أكاديمي معظمهم من جامعة صنعاء، في الوقت الذي تتعرض العملية التعليمية للتهميش والاهمال وتصنيفها على أنها خارج التصنيف العالمي لجودة التعليم العام بحسب مؤشر دافوس نتيجة الممارسات التي تقوم بها مليشيا الحوثي وغياب أدنى المعايير والجودة.

تعليقات