منبر حر لكل اليمنيين

كيف حالكم يا فندم؟ مخاطبا السلال

61

انا يحيى من بني مطر. بينكتب لكم من ٢٠٢٤ وانا مشرد في القاهرة، اول مدينة اعترفت بكم كرئيس لاول جمهورية في اليمن.

الجمهورية وجيعة يا فندم والاماميين رجعو يحكمو صنعا وشلو اغلب الشمال قد لهم عشر سنوات.

كنتو ستين عسكري وضابط ليلة ٢٦ سبتمبر مؤمنين بالجمهورية وسط ٨ مليون جاهل اغلبهم بيحببو ركب الامام لكن فعلتوها ولاحقتو محمد حميد الدين في كل وادي، ذلحين قد احنا حوالي ٤٠ مليون واغلبنا جمهوريين ونكره الإمامة لكن ولا قدرنا نفعل شي، بنراعي من السنة للسنة عاسب نبسر كيف عيقمعونا واحنا بنحاول نحتفل بسبتمبر.

بنلومكم احيان على حاجات غلط فعلتوها وبنحملكم مسؤولية وجعنا اليوم، لكن بصراحة انتو ما قصرتوش وبنحبكم وماعدبش معانا الا قصصكم نسرق منها شوية فخر وذرة امل، حرام ان شعر راسي يسنبين كل ما قريت عنكم وعن تجاربكم.

قريت مرة ان علامات القيود في رجلك ويدك بقيين لما مت، سرت اقرا ودريت بعدها ان انت احتبست سبع سنوات في سجن الامام من ١٩٤٨ الى ١٩٥٥ بسبب مشاركتك في الحركة الدستورية ضد احمد حميد الدين، كنت اجلس اتخيل صوت القيود وانت بتتحرك وايش كنت تاكل وايش تشرب وكيف كانو يعاملوك، وفي ٢٠١٧ شدخل سجن الامام الجديد وابسر نفس القيود ونفس السجانين، كل حاجة سمعناها واحنا جهال كقصص صادمة عن الامام ابسرناها قدامنا، القطرنة والاعدامات الميدانية والجوع والامراض والجهل، لما قريت ان الناس في عهد الامام كانو ياكلو الورق حق الشجر قلت لنفسي هولا بيبالغو، واليوم بينبسر بعيني الاطفال وهم هياكل عظمية مابيقدروش حتى يبكو.

انا مواليد 1992 ويا لطيف لو تدرا ما وقع بهذا الجيل، احنا جيل خرج للدنيا وهي جمهورية ووحدة، فهمونا ان احنا مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، سمعونا اغاني وطنية وكنا نوقف نحيي العلم في المدرسة بكل فخر، وفجأة قرحت الجمهورية وتحية العلم تحولت لصرخة واصبحنا رعية وطبقة ثانية لازم نحبب ركب الهاشميين ونسبح بحمد العلم القائد. الصدمة كانت قوية يا فندم، الخطط والاحلام والطموحات انهارت، كلنا والله ما واحد تسعيني الا وهو مكتئب او معلول نفسيا، كلنا كلنا.

مشنا داري ايش عيوقع، ذلحين، بيتحاكو انهم يشتو يسلمو للاماميين اليمن كلها ويطبعو معاهم، لكن مقدرش اتخيل هذا بيحصل.

عايشين على امل ان به حاجة عتوقع تغير كل شي وساعتها كلنا عنوقع سلال وعبدالمغني وقردعي، نشتي بس فرصة، نشتي معركة. مشنا داري كيف عتوقع لكن لازم توقع. جلسو بيت حميد الدين بيحكمو نص قرن وقلبتوها على روسهم في عز قوتهم، وهذا هو الذي بيديلنا الامل.

انا عن نفسي .. اشتي ابسر الاماميين الجداد هاربين وبيتحاكمو وبعدها اموت سهل. فعلتو الجمهورية عشان احنا نعيش انا داري، لكن ماعدبش يا فندم، دخلو صنعا وانا بداية العشرينات وذلحين قد عمري ٣٢ سنة، مشنا داري ايحين عىْيك عـ.ارهم لكن حتى بعدها ماعدناش صالح لحياة طبيعية، احنا عيال آخر ايام الجمهورية، احنا جيل تم اتلافه يا فندم، لكن عاسب الاجيال القادمة لا يوقع بهم مثلما وقع بنا ما عنستسلمش ولا عنحبب ركب حد. والا طز في الاجيال .. هكذا عناد يا عيال المقذيات.

#سبتمبر_مجيد يا فندم.

تعليقات