منبر حر لكل اليمنيين

جرحى الحرب في اليمن ينهون فصلا من الحزن ويبدأون فصلا آخر

35

بدأ الكثير من الجرحى يتحسسون أنفسهم بعد أن توقفت عبثية المعركة، كل جريح يسأل نفسه، ماذا كسبت، وتأتي الإجابة سريعا، لقد خسرت يدا، رجلا، عينا وربما أصبحت معاقا، وفوق هذا كله، أصبحت منبوذا، الجميع تخلوا عني والإجابة الأكثر دقة، أن هؤلاء الجرحى خسروا أنفسهم .

مرت عشر من جحيم الحرب التي أتت على البشر والحجر وتركت ندوبا في جسم الوطن وعلى أجساد المقاتلين من كل الأطراف وهي لم تنته بعد بمصالحة حقيقية في الوقت الذي تعددت الانقسامات داخل المجتمع وتمظهر هذا الانقسام على شكل تنافر في الانتماء والهوية .

آثار الحرب باقية على أجساد الجرحى في الداخل والخارج أغلبهم عفنت جراحاتهم دون أن يلتفت إليهم أحد، فهؤلاء الجرحى شهود على حقبة الحرب التي وشمت أجسادهم وشهود على الفساد الذي التهم حقوقهم وصادر حتى مرتباتهم .

وعلى الرغم من أن تلك الأجساد المبتورة تعد علامات تذكر اليمنيين بتلك الحرب العبثية التي لم يستفد منها سوى أمراء الحرب وتجار السلاح، إلا أن هناك الكثير من الشباب مازالوا يلقون بأنفسهم إلى الجبهات التي تحمل لهم المآسي والويلات الدموية .

لقد أضفت القوانين الإنسانية الدولية والوطنية معاملة متميزة لضحايا الحروب وخاصة الجرحى وطالبت بحمايتهم وعلاجهم وإعادة تأهيل المعاقين منهم، إلا أن الأطراف المتحاربة في اليمن لم تعير الجرحى أي اهتمام وخاصة منظومة الشرعية التي رمت هؤلاء الجرحى إما في الداخل أو في شوارع القاهرة ونيودلهي .

سيظل كل جريح في أي بقعة على أرض اليمن وصمة عار على ضميرنا الجماعي، لأن قضيتهم سواء في الداخل أو الخارج تعد من أكثر القضايا ألما فهي الصورة الحقيقية المعبرة عن الفساد والكاشفة للمتاجرين بهذا الوطن والمواطن .

وهي رسالة للشباب اليمني أن يعتبر بما جرى لأقرانه ويتذكر أن هذه الحرب لا يقتتل فيها سوى الإخوة وتحولهم إلى أرقام في عداد الموت والذاكرة ولا تنتج سوى جيلا مشوها، فلا تسلطوا أسلحتكم على رؤوسكم وإذا كان ولابد، فلتسلطوها على من اغتصب حريتكم ومستقبلكم أينما كان شمالا أو جنوبا ولتغذوا ذاكرتكم الوطنية وتشحذوها في وجه التعصب فلا تضيعوا بوصلتكم وعودوا جميعا إلى هويتكم اليمنية المنفتحة على كل اليمنيين .

تعليقات