منبر حر لكل اليمنيين

هل الحوثي قوة في مواجهة أمريكا أم في خدمتها؟

9

من الواضح للمتابع أن الحوثي يشتم أمريكا صباح مساء ويعتقل المعارضين لفكرته تحت ذريعة العمالة لأمريكا دون خوف من أحد، يكفي فقط أن تكون قد درست في أمريكا فهذه تهمة كافية لأن تصبح عميلا وتستحق بموجب ذلك الإعدام.

يستطيع الحوثي ممارسة كل أنواع الإرهاب دون أي مساءلة أو ملاحقة، فهل سمعتم يوما أن قوات المارينز أو طائرات الدرون لاحقت عبد الملك الحوثي أو حاولت استهدافه كما فعلت مع أنور العولقي الذي يحمل الجنسية الأميركية ومع ذلك لم تشفع له وتم قتله بدم بارد وكان بالإمكان اعتقاله ومحاكمته؟

حينما تعلن أمريكا أو حتى إسرائيل معاقبة الحوثي تضرب البنية التحتية للشعب اليمني، تستهدف مخازن المشتقات النفطية في الحديدة وليس مخبأ عبد الملك الحوثي في صعدة، الحوثي من الآخر يضرب بسيف أمريكا وإسرائيل لا أكثر ولا أقل، وأنا هنا لا أكشف سرا، فالمعطيات واضحة للجميع، لكن التذكير بها مهم لمن مازال يظن أو يعتقد أن الحوثية ليست ربيبة الـ/ صه/ يو / نية .

قد يقول قائل وماذا عن البحر الأحمر واستهداف السفن وتحالف ” حامي الازدهار ” ، أقول له، هذا التحالف لحماية الحوثي الذي يحمي ازدهار إسرائيل ويقوض الاقتصاد العربي والمصري تحديدا بضرب قناة السويس لكي تتمكن إسرائيل وأمريكا من لي ذراع مصر، وإسقاط ما تبقى من النظام العربي .

سيرد علي البعض ويقول أنت تغطي عين الشمس بغربال، فالحوثي أصبح قوة حقيقية، أقول لهؤلاء من الذي أبقى سعر الدولار لدى الحوثي أقل منه في مناطق الشرعية ومن الذي أبقى الاتصالات بيد الحوثي ومن الذي أبقى ميناء الحديدة بيد الحوثي ومن الذي منع الجيش من التسليح في الوقت الذي سمح بتهريب السلاح إلى الحوثيين، أليست أمريكا وبريطانيا من يقوم بعملية التفتيش على الأسلحة في البحر الأحمر وخليج عدن ؟!

وكما تابعنا، فإن أي مقاومة حقيقية تحاول أن تواجه الحوثيين، فإنها تتلقى ضربات قاصمة من قبل التحالف الذي شكل لحماية الحوثي والقضاء على شرعية اليمنيين، وعندما يكون الحوثيون في خطر، تحشد أمريكا وبريطانيا كامل قوتهما السياسية بسرعة البرق واستخدام الأمم المتحدة كمنصة متقدمة لمنع ذلك، كما حدث في الحديدة، خلاصة القول، إن جماعة الحوثي لا تستمد قوتها من الدعم الأمريكي الخفي فقط، بل أيضا من ضعف الشرعية اليمنية وعمالتها، وأنه لولا عمالة الشرعية، لما استمرت عصابة الحوثي إلى يومنا هذا، يحتاج اليمنيون إلى صحوة سبتمرية تستعيد لهم حقهم في السلام والحياة الكريمة مثلهم مثل بقية الشعوب الأخرى.

تعليقات