السلام عليك يا رسول الله،
السلام عليك يا نبي الرحمة، يا من بعثت لتتمم مكارم الأخلاق، وتعلمنا معنى الرحمة والعدل والإحسان. أكتب إليك هذه الرسالة من قلبٍ حزين ومثقل بالألم والأسى، لأخبرك عن حال يمننا الحبيب، يمن الإيمان والحكمة، عن من وصفتهم بالألين قلوبًا.
يا رسول الله، في هذا الزمن العجيب، يحتفل هؤلاء الناس بمولدك الشريف ويرفعون الشعارات باسمك، ولكن أفعالهم تناقض مبادئك وتعاليمك. تجدهم ينهبون أموال الناس، ويجوعون الشعب، ويعذبون الخصوم، ويسرقون المرتبات، ويمارسون العنصرية بأبشع صورها.
يا رسول الله، إنهم يدّعون أنهم أبناؤك، ويتحدثون باسمك، ولكن أفعالهم لا تمت بصلة إلى ما علمتنا إياه. إنهم يستغلون اسمك لتحقيق مصالحهم الشخصية، ويرتكبون الجرائم والظلم باسم الدين. نعلم يا رسول الله أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم، ولا يعكسون قيمك النبيلة ولا تعاليمك السامية. ولكنهم يضحكون على المساكين والبسطاء من الشعب ويستغلون حاجاتهم وجهلهم لتمرير أفكارهم المسمومة.
يا رسول الله، علمتنا أن “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، ولكن في زمانهم أصبحنا نخشى على أنفسنا وأموالنا وثقافتنا وديننا. علمتنا أن “الناس سواسية كأسنان المشط”، وهم يقولون إنهم سادة علينا ونحن لهم عبيد.
يا رسول الله، إن الشعب يعاني من أفعالهم الظالمة والجائرة. المواطن العادي يعاني، الطلاب في المدارس والجامعات يعانون، التجار يعانون، وحتى الحيطان والمباني والأشجار والحيوانات تعاني. فكلما قتلوا منا أحدًا، أبدلوا المكلومين بثور، فما ذنب البهائم تدفع ثمن جرائمهم البشعة؟
يا رسول الله، قد طفح كيلنا وضاقت البلاد بنا، وننتظر الله أن يغيثنا ويخلص هذا الشعب منهم. نسأل الله أن يهدينا إلى صراطك المستقيم، وأن يعيد لنا القيم والمبادئ التي جئت بها، وأن يخلصنا من كل من يسعى لتشويه صورتك وصورة الإسلام. نسأل الله أن ينصر الحق ويزهق الباطل، وأن يفرج عن المكروبين والمظلومين، وأن يعيد لبلدنا مجدها وعزها.
ونسأل الله أن يرزقنا حبك واتباع سنتك في كل قول وفعل. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجمعنا بك وحول حوضك الشريف ويبلغنا شفاعتك. اللهم امين وصلى الله على محمد وعلى آل محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعن الصحابة أجمعين.