منبر حر لكل اليمنيين

ليس دفاعا عن الزعيم عفاش

55

اليوم وبالمصادفة قرأت منشورا عجيبا تم تداوله وإعادة نشره والترويج له على نطاق واسع في الجروبات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان (عفاش الملكي العائد…) يقول صاحب المنشور أن الزعيم على عبدالله صالح (عفاش) لم يكن جمهوريا ولا ثائرا بل كان ملكيا قاتل مع الملكيين تحت قيادة قاسم منصر ولم يجمهر (عفاش) إلا بعد انضمام قاسم منصر الى صفوف الثورة والجمهورية عام 1968م، وغيرها من التلفيقات والاكاذيب الخادعة التي لا يصدقها الا غشيم او جاهل بتفاصيل احداث الثورة اليمنية منذ انطلاقتها الاولى فجر الخميس في ال26من سبتمبر عام 1962م حتى اليوم، ولتوضيح الحقيقة وإبرازها للرأي العام وخاصة فئة الشباب الذين يريد البعض ان يشككهم بتاريخ بلدهم وفي سيرة الرموز الوطنية والثورة والجمهورية برمتها.

ولمنع هذا التزييف والتزوير الممنهج الذي يعمل على تشويه تاريخ شريحة واسعة من ابناء الوطن وهم الثوار والمناضلين بطريقة تعسفية غير واقعية اقول وبالله التوفيق ان القائل والمتقول أن علي عبدالله صالح كان يقاتل مع الملكيين ضد الثورة والجمهورية انما هو ( القائل المدعي زورا ) حاقد وجاهل بتاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الكفاح المسلح والنضال الوطني وهو لا يفهم لا في التاريخ ولا في السياسة ولافي النضال، ناهيكم عن أن هذا النوع من المتطفلين في كتابة التاريخ لم يكونوا امناء في نقل حقائق التاريخ بأمانة وبتجرد عن ايً مصالح او احقاد ولم يكونوا امناء على صدق الكلمة او الشهادة التاريخية، فيرمون الناس بالغيب ويكيلون لهم التهم الباطلة بدون بينة ولا دليل .

ومن اجل توضيح الحقيقة ولإنصاف التاريخ وتنقية الحركة الوطنية من الدخلاء والمشوهين لها والادعياء لابد ان نبين الحقيقة التي سوف يسألنا عنها رب العرش يوم الحساب.
اقول أن علي عبدالله صالح كان مناضلا وطنيا صلبا حمل راسه على كفية وخاض غمار الدفاع عن الثورة الى جانب بقية المناضلين في سبيل الانعتاق من الحكم الإمامي في مختلف المواقع وقد جرح وهو يقاتل في منطقة حزيز وكان قائد فصيلة دبابات. ونجا بأعجوبة من الموت المحقق بحسب ما قاله عدد من المناضلين الذين سوف نذكر عددا منهم هنا، وبالتالي فإن هذا الكلام ليس كلامي انا بل كلام العشرات من ضباط الثورة والجمهورية ومنهم اللواء علي محمد صلاح في كتابه والذي اسماه (من مذكراتي) واللواء عبدالله ابو غانم في كتاب وثائق الثورة اليمنية (ملحمة السبعين يوما)، والمناضل محمد الحنبصي في حوار مع صحيفة 26سبتمبر . وايضا كلام اللواء الركن علي محمد هاشم نائب رئيس الاركان اثناء معارك حصار صنعاء الذي كلمني شخصيا حين التقيته وانا في طور الإعداد لإصدار كتابي المتواضع الذي اسميته (النضال الوطني.. اوراق منسية في زمن الادعياء) .

وممن شهد ايضا ان علي عبد الله صالح كان يحارب الملكيين في المواقع المختلفة (خشم البكر وبني مطر ومتنة وحزيز والازرقين والجبل الطويل شمال صنعاء) وغيرها من المواقع. وكل هذا الكلام وغيره موثق بشهادة العديد من المناضلين وقد ورد في الصحف والكتب ومذكرات بعضهم وايضا في الكتب التي صدرت في وثائق الثورة اليمنية المكون من (6 أجزاء ) من الحجم الكبير .
كما ورد ايضا في مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر التي صدرت بعنوان ( مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر قضايا ومواقف) .

ومذكرات اللواء حسين المسوري التي اسماها (اوراق من مذكراتي) وكتاب نصوص يمانية حصار صنعاء لمؤلفه الكاتب علي محمد العلفي. وشهادة المناضل اللواء محمد حاتم الخاوي في كتاب اسرار ووثائق الثورة اليمنية .
ايضا مذكرات اللواء يحيى مصلح مهدي التي صدرت تحت عنوان (شاهد على الحركة الوطنية يحيى مصلح سيرته ونضاله) وايضا كتاب المناضل سعيد الجناحي (الحركة الوطنية اليمنية من الثورة الى الوحدة) وكتاب (ندوة الثورة اليمنية الانطلاقة، التطور وآفاق المستقبل الجزء الرابع، تعز النضال الوطني) وكتاب العقيد احمد احمد فرج الذي صدر تحت عنوان (رجال في خنادق الدفاع عن الثورة).
إذا هناك عشرات الكتب والمناضلين يؤكدون أن علي عبدالله صالح كان مناضلا ثوريا و جمهوريا مخلصا نقيا جُرح اكثر من مرة اثناء معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية.
وبالتالي فإن القول ان علي عبدالله صالح قد قاتل مع الملكيين كلام مردود على قائله الذي لم يقل ما قاله إلا بدوافع الحقد الشخصي والجنوح المتعمد ليس لتشويه تاريخ علي عبدالله صالح او غيره من المناضلين فحسب بل لتشوية تاريخ الثورة اليمنية والحركة الوطنية والنيل من رموزها بشكل عام سواء بدوافع الكيد السياسي او الحقد الشخصي الذي يرتد على صاحبه محفوفا بلعنة التاريخ.

تعليقات