أزمة عصابة الحوثي: بين الرزامي وعبد الملك الحوثي
كنت وما زلت أعتقد أن جماعة الحوثي أوهى من بيت العنكبوت، ورغم كل الدعم الذي تلقته هذه الجماعة بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء من إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات وقطر، إلا أنها لم تستطع أن تتجاوز صفة المليشيا المارقة التي لم تمكنها عقليتها الاستبدادية ولا نزواتها الطائفية من أن تطرح حلا سياسيا .
في المقابل، نجد الشرعية بكل فئاتها وتشكيلاتها وأحزابها، جميعهم مرتهنين وانتهازيين وليس بينهم وبين الوطن أي صلة، يكرسون كل يوم ويرسخون انتهاك كرامة اليمن واليمنيين، لكن الأكثر مضاضة أن أحدا لم يتخطى كل هذه الأمراض المزمنة ويكسر حاجز الخوف، فهل يفعلها الرزامي ويتحول إلى بطل قومي ويخلص اليمن كلها، خاصة وأنه يمثل القوة الحقيقية من خارج هذه العصابة التي تحكمت بمصير اليمنيين..
الصراع الجاري بين الرزامي والحوثيين، سيكون له تداعيات كبيرة في الواقع السياسي والميداني، وأي تأخير من قبل الرزامي سيجعل الحوثيين يعيدون ترتيب أوراقهم للانقضاض عليه، فالرزامي أمام فرصة لاستعادة قراره وتوجيه الصراع نحو مساره الصحيح، فالحوثيون لن يتركوه بعد أن ظهر الصراع على السطح، وهي فرصة له لتعزيز موقعه السياسي والعسكري وبناء جسور مع القاعدة الشعبية..
لم تعد جماعة الحوثي قادرة على إحداث تسوية مع الشعب وذلك بسبب سقوطها الأخلاقي والسياسي على مدى انقلابها على الإرادة الشعبية وسيطرتها على المصير اليمني وتدميرها لكل مقومات الحياة، وهي فرصة تاريخية اليوم أمام عبدالله الرزامي لاستعادة القرار الشعبي، وستكشف لنا الأحداث القادمة عن المزيد من المفاجآت، فوضع الرزامي واستمراره على المحك..